ماذا كان يشرب السعوديون قبل الفيمتو ؟

هل هي موسيقى الإعلان الرمضانية؟ أم أن الإعلان بحد ذاته وارتباطه بالشهر الفضيل هو ما حول المشروب الأحمر الشهير إلى مشروب رمضاني بأصالة، 40 عاما هي ما تفصلنا عن بداية الحكاية وربما أكثر،

هل هي موسيقى الإعلان الرمضانية؟ أم أن الإعلان بحد ذاته وارتباطه بالشهر الفضيل هو ما حول المشروب الأحمر الشهير إلى مشروب رمضاني بأصالة، 40 عاما هي ما تفصلنا عن بداية الحكاية وربما أكثر،

الجمعة - 27 يونيو 2014

Fri - 27 Jun 2014



هل هي موسيقى الإعلان الرمضانية؟ أم أن الإعلان بحد ذاته وارتباطه بالشهر الفضيل هو ما حول المشروب الأحمر الشهير إلى مشروب رمضاني بأصالة، 40 عاما هي ما تفصلنا عن بداية الحكاية وربما أكثر، فكلما أبحرنا في البحث في تاريخه وجدنا لغزا محيرا، فكيف تمكن «الفيمتو» وغيره من العصيرات الجاهزة من إزاحة السوبيا والتمر الهندي والشربات عن عرش السفرة الرمضانية ومشروباتها بل وتفوق وبجدارة على منقوع الأقط والتمر الهندي ليحل مكانهما ويتربع في قلوب كثير من السعوديين وخاصة الشباب منهم.

ولأن لكل مدينة عاداتها وتقاليدها حتى الرمضانية منها، سألنا من عاصروا زمننا وزمن من سبقونا لعل تكون بين ثنايا كلماتهم إجابة، السبعينية سلمى الدخيل أضحكها السؤال، فما كانوا يشربونه سيبدو مجهولا لصغار السن على حد تعبيرها وراحت تحاول شرح تلك الطقوس التي كان يمر بها «الأقط» ليتحول لشراب محلى بالتمر المنقوع، أو كيف يصنع التمر الهندي أو قمرالدين الذي كان له أسماء أخرى لا يعرفها جيل اليوم.

وتربط دخول الفيمتو وغيره من المشروبات على سفر السعوديين بالتطور الذي شهدته المملكة قبل أكثر من 40 عاما قائلة: مع التطور ودخول الكهرباء والثلاجات لكل البيوت أصبحت العصائر السهلة هي سمة رمضانية بديلا عن الجهد الذي كان يبذل في إعداد المشروبات القديمة.

أما العمدة عبدالصمد محمد عبدالصمد من جدة فإنه رفض اعتبار «الفيمتو» أو أي مشروب رمضاني ثقافة أخرى دخيلة، معتبرا أن الإعلان هو ما أدخله إلى موائد السعوديين، متهما الإعلانات بالتأثير بالشباب، قائلا: كان المشروب المعروف في المنطقة الغربية السوبيا وقمرالدين وفي مناطق أخرى كان شراب التوت وبعده دخلت المشروبات الجاهزة.

ويبدو أنه يرى أن ربات البيوت أصبحن يبحثن عن الراحة، ففي زمن مضى كانت السيدات على حد قوله يعملن في رمضان منذ مطلع الفجر وحتى الغروب دون كلل، بل إن الرضى يكون رفيقهن، وكن يعددن المشروبات الطازجة.

وقال: كان قمرالدين يعد المشروب الأساسي فهو منعش ويعطي طاقة في الشهر الفضيل، أما مشروبات اليوم فهي مختلفة.

وأكد أنه حتى اليوم لا يستسيغ طعم تلك المشروبات المليئة بالسكر والصبغات ويفضل عليها المشروبات الطبيعية القديمة.

في حين اعتبر حكواتي مكة نايف الكلباني أن الفيمتو في البداية كان يقدم كمباهاة بين صغار السن، فبعض الأطفال يعتقدون أن عائلاتهم متميزة بتقديم الفيمتو حتى أصبح بعد فترة مشروبا لكثيرين، مشيرا إلى أن المشروبات القديمة لا زال بعضها يحافظ على رونقه في مواجهة المشروبات المستحدثة، مثل السوبيا وقمرالدين.

في حين أقر كثير من الشباب أن الفيمتو وبعض العصيرات الأخرى المشابهة دخلت ضمن الثقافة الرمضانية، وتقول هند عبدالرحمن ربة منزل: قد نشتري الفيمتوولا نشربه ولكنه أصبح جزءا من الأجواء الرمضانية، كبرنا وهو موجود على المائدة واليوم أبناؤنا يعدونه مشروبا رمضانيا بامتياز.

وبحسب الشركة الموزعة للفيمتو في المملكة العوجان الصناعية، فإنه تم طرح «فيمتو» للمرة الأولى في المملكة المتحدة، ثم دخل أسواق الشرق الأوسط في 1928.

ويعد «فيمتو» من أشهر العلامات التجارية المدرجة في محفظة «عوجان الصناعية» وتفوق مبيعاته 30 مليون زجاجة بحسب الموقع الرسمي للشركة.