الأشعة التداخلية بديلا لعلاج الأورام والقدم السكري

 

 

الجمعة - 06 فبراير 2015

Fri - 06 Feb 2015



كشف استشاري في الأشعة التداخلية عن وجود تقنية حديثة ستكون بديلا لكثير من العمليات الجراحية المعقدة والكبيرة، ولا يحتاج المريض البقاء بالمستشفى لفترة طويلة أو لفترة نقاهة.

مستقبل الطب

وأكد استشاري الأشعة التداخلية ومدير إدارة خدمات التعاون الصحي المشترك بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور جهاد الوطبان لـ"مكة" أن العلاج بعمليات الأشعة التداخلية سيكون مستقبل الطب، والبديل لكثير من العمليات الجراحية المعقدة والكبيرة.

وبين الدكتور الوطبان أن هذه التقنية ما تزال في مرحلة التطور، بسبب حداثة دخولها مجال الطب ونقص المتخصصين في هذا التخصص الدقيق، مشيرا إلى أنها من العمليات التي لا تأخذ وقتا طويلا، ولا تحتاج من المريض البقاء بالمستشفى لفترة طويلة وكذلك لفترة النقاهة، إضافة إلى التكلفة المنخفضة للرعاية الصحية المقدمة للمريض.

تقنية حديثة

وأوضح أن العملية تجري عن طريق فتحة صغيرة بالشرايين في الفخذ، وعن طريقها يتم الوصول للدماغ تماما كما يعمل بالقسطرة للأوعية الدموية للقلب، وبهذه التقنية يستطيع المريض الاستغناء عن إجراء عملية جراحة كبيرة تقوم على فتح الرأس (الجمجمة)، ما ينتج عنه بقاء المريض فترة نقاهة أطول بالمستشفى.

وأضاف «الأشعة التداخلية لديها القدرة على الوصول للأوعية الدموية في كل أجزاء الجسم المختلفة، ولديها إمكانية الوصول للأورام واستخدامها بالعلاج عن طريق القسطرة، لتسديد الأوعية الدموية التي تصل للأورام، وبالتالي نتمكن من استئصالها جراحيا أو حقن المواد العلاجية الكيماوية مباشرة للورم، بدلا من الطريقة الحالية التي تعطى عن طريق الفم أو الوريد ويكون لها تأثيرات غير صحية على الجسم بعكس الأشعة التداخلية التي يكون فيها التأثير أقل».

طريقة العمل

وأشار إلى أن الكيفية التي تعمل بها التقنية الحديثة للتعامل مع الأورام تمكنها من تسديد الأوعية الدموية حتى يقل الدم الواصل للورم ويحدث له انكماش، وهي عمليات تجري حاليا بكثرة في الأورام الحميدة للرحم والكبد وفي عدة استخدامات أخرى كعلاج القدم السكري، وتكون بذلك عمليات الأشعة التداخلية استبدلت الجراحات في مواطن عدة.

وأكد أن القسطرة بالأشعة التداخلية ما زالت في مرحلة التطور المحدود، وهو ما دفع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض لتوفير الطواقم الطبية المتخصصة في هذا المجال، من خلال زيارة مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، وهناك أيضا منطقة نجران والقطيف من أجل استخدام الأجهزة لمنفعة المريض وتحقيق التكامل والتعاون بين المستشفيات بالمملكة.

نقص عالمي

واعتبر أن النقص في أطباء الأشعة التداخلية ليس نقصا محليا بل هو نقص على مستوى العالم، باعتبار أنه تخصص دقيق، ومن هذا المنطلق كان من غير المعقول تحويل كل الحالات من مستشفيات السعودية لمستشفى واحد وهو مستشفى الملك فيصل التخصصي، بيد أنه تم اتخاذ الإجراء بتوزيع الحالات على المستشفيات، على أن يقوم الطبيب بالتعاون مع هذه المستشفيات بإجراء العمليات، وكذلك تدريب الطواقم لمرحلة الإحلال مستقبلا.

وأكد أهمية أن تعي الطواقم الطبية بمستشفيات المملكة أن هذا التعاون والقاعدة الأساسية المبني عليها هي التعاون الطبي لتقديم الخدمة الصحية التي لا يمكن أن تتم من خلال شخص واحد بل تحتاج لفريق عمل وهو ما لا نجده في بعض المستشفيات.

يذكر أن زيارة الفريق الطبي من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض لمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف كانت ضمن خدمات التعاون الصحي المشترك بين المستشفيين منذ سنوات، حيث أجريت عملية الأشعة التداخلية لشاب بالعقد الثاني من عمره، يعاني من تشوه بالأوعية الدموية بالدماغ، حيث تم عمل أشعة رنين مغناطيسي له، وتبين أنه يعاني من تشنجات بسبب التشوه الخلقي الذي لديه منذ الولادة.