ابن حميد: المتطرفون متدينون استغلهم سياسيون

الاثنين - 17 أكتوبر 2016

Mon - 17 Oct 2016

 u0635u0627u0644u062d u0628u0646 u062du0645u064au062f u062eu0644u0627u0644 u0627u0644u0644u0642u0627u0621                                     (u0645u0643u0629)
صالح بن حميد خلال اللقاء (مكة)
وصف المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد مشكلة من ابتلوا بالتشدد والتطرف بأنهم متدينون، وصادقون، وصالحون، فجاء سياسيون ووظفوا تدينهم واستخدموهم كوقود لداعش وغيره.



أعداء الأمة

وأكد خلال لقائه قيادات التعليم في منطقة عسير لتنفيذ مبادرة «تطبيقات المنهج الوسطي في التعليم» أمس الأول، أن استهداف الدين في وقتنا الحاضر، والحروب التي تثار في منطقتنا، واستنبات القاعدة وداعش وإلباسهما ثياب الدين الإسلامي واتصافهما بألقاب إسلامية، مثل الدولة الإسلامية وغيرها يأتي من باب علم أعدائنا بأن الدين الإسلامي غير قابل للذوبان.



ودعا إلى عدم إلزام الناس بطريقة واحدة، أو نمط واحد من أنماط البر أو فعل الخير، مبينا أن قصر التدين على المظاهر الخارجية المتعلقة بالأعمال الظاهرة مفهوم خاطئ.



مظاهر الوسطية

وشدد ابن حميد على أن الوسطية الدينية والفكرية في الإسلام تعني الأعدل والأمثل، وليس بالمفهوم العام الذي درج عليه العامة بأنه الوسط بين طرفين، مستعرضا عددا من مظاهر الوسطية الدينية، والفكرية التي تتمثل في الاعتدال، والمرونة، والتدرج، والتيسير وغيرها.



وأشار إلى أن الدين الإسلامي وسطي في كل ما جاء به، وأنه دين يتماشى مع مقتضيات حاجة الإنسان ومتطلبات العصر، مضيفا «الوسطية ليست شعارا يردد، وإنما ممارسة وعمل وواقع حياة».



ونبه إلى عدم اختبار وسطية الآخرين والانشغال بها، وإنما الاجتهاد ليكون كل فرد وسطيا بذاته، لافتا إلى أن الدين ليس بالتحلي ولا التمني، وليس كل من يدعي شيئا حصل له بمجرد دعواه، وليس كل من قال إنه الحق سمعنا له حتى يكون له من الله برهان.



سعة الصدر

ودعا إلى ضرورة اتساع الصدور لاستيعاب المخالف، مشيرا إلى أننا بأمس الحاجة إلى ذلك في وقتنا الحاضر، وإلى اختبار النفس والتأكد من مدى تلوثها بالجفاء والسلبية والتعصب للذات والرأي، محذرا في الوقت ذاته من التعصب للرأي ونسف الآخر.

وقال «كل فرد منا يمتلك حق المناقشة وإبداء الرأي، ولكننا يجب أن نعي أنه من حق الآخر ألا يقبل هذا الرأي، وهذا ما نسعى للوصول له من أرضية مشتركة للحوار».



ووصف المعلمين والمعلمات بأنهم محور الوسطية، وأنه متى ما كان المعلم وسطيا فإن الجميع سينعم بالوسطية، وذلك لأنه القدوة ومربي النشء، الذي يجب أن يتعامل من خلال مهنته، ورسالته التربوية بالمنهج الوسطي القويم.



حماية الطلاب

من جانبه أكد مدير عام التعليم بمنطقة عسير جلوي آل كركمان أن هذا اللقاء يهدف إلى حماية الطلاب والطالبات من الانحراف والفكر الضال، من خلال العمل على ترسيخ القيم الإسلامية الفاضلة في نفوس الناشئة، المتمثلة في الوسطية وتعزيز الولاء لهذا الوطن والانتماء له ولقيادته، والحفاظ على مكتسباته وتنميتها وتطويرها، إضافة إلى تمكين أبنائنا وبناتنا من بناء الشخصية المتزنة القادرة على مواجهة التحديات، للعيش والعمل في عالم يتسم بالتغير المستمر.