عبدالحليم البراك

الشعب الأمريكي والرجل البرتقالي!

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 17 أكتوبر 2016

Mon - 17 Oct 2016

من الممكن أن نعتبر أن نصف الشعب الأمريكي عظيما والنصف الآخر يمكن اعتباره شعبا غبيا، الأمر يتوقف على من سينتخبون في نوفمبر المقبل، فمن غير الممكن أن نقول بأن الشعب العظيم الذي تجاوز كل عنصرياته وانتخب رجلا أسود مرتين يمكن ينتخب رجلا عنصريا مثل ترامب.



ونصف الشعب الذي قدّم امرأة لاحتمال تتزعم أمريكا هو نفسه الذي يقدم الآن رجلا أخرق برتقالي اللون ليتزعم بلدهم أيضا فهو يكره كل شيء، ابتداء من المرأة والعنصرية تجاهها مرورا بكراهية المكسيك، والعداء للصين وخسارة أصدقائه الأوربيين وانتهاء بالعداء للإسلام وإن كنت متأكدا بأنه يكره نصف الشعب الأمريكي الذي لم يصوت له.

هذا البرتقالي اللون فضيحة شعبوية أمريكية، وإلا كيف يمكن لهم الاعتزاز برئيس محتمل مثل هذا؟



أيضا، إن فازت هيلاري فإن الأمريكان سيضيفون لإنجازاتهم في التخلص من العنصرية إنجازا آخر يتعلق باختيار امرأة لأول مرة في تاريخ أمريكا بمعنى أنهم سيختارون امرأة وسيلفظون مرشحا آخر على هيئة رجل، أو كأنه رجل تحت مسمى “ترامب”.

بالمناسبة، لو فازت هيلاري بالمقعد الرئاسي لن يعفي ذلك بعض الأمريكان من مسؤولية الغباء في تشجيع ترامب على دخول الانتخابات، فهناك نسبة ستصوت لترامب يمكن وصفها بالغباء والتخلف وكذلك العنصرية لأنهم يدعمون رجلا برتقالي الشعر غريب الأطوار لا يفهم أي شيء في السياسة وحسن الجوار واحترام الأديان والشعوب!



عموما ليس غريبا ما يحدث، فسبق أن رشحوا ممثلا لرئاسة أمريكا وفاز بالرئاسة وقادهم لمأساة حرب النجوم التي أصحبت أثرا بعد عين، وليس غريبا بالمقال أن يكون المرشح القادم للرئاسة الأمريكية لاعب كرة سلة، أو تاجر مخدرات، أو شخصا غير أمريكي، فعجائب الشعب الأمريكي لا تنتهي.



اقرأ أيضاً: 12 سببا لتبدأ القراءة في الحال



.. وكذلك: كم استغرقت كتابة روايتك المفضلة؟