اليونسكو تدفع ضريبة وقوفها مع الحق

الجمعة - 14 أكتوبر 2016

Fri - 14 Oct 2016

يبدو أن منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلم اليونسكو قد اعتادت أن تدفع ضريبة باهظة لمواقفها المناصرة للحق العربي الإسلامي في كل قراراتها، والتي كان أحدثها أمس الأول بالموافقة على مشروعي قرارين تقدمت بهما المجموعة العربية في المنظمة، واللذان يؤكدان أن المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي) هو من المقدسات الإسلامية الخالصة، ولا علاقة لليهود به، وهو يظهر الأسماء العربية الإسلامية للمسجد الأقصى والحرم الشريف وساحة البراق، التي سعت إسرائيل بشكل مستمر لتزوير هويتها الإسلامية بإطلاق مسمى (حائط المبكى) عليها.



عقوبات فورية



وجاءت ردة الفعل الإسرائيلية سريعة لمعاقبة المنظمة واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن المنظمة فقدت شرعيتها، وأعلن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت أمس تعليق كل نشاط مهني مع اليونسكو على الفور.



وقال الوزير الذي يشغل أيضا منصب رئيس لجنة إسرائيل لدى اليونسكو في بيان: وفقا لهذا التصويت ستتوقف فورا كل مشاركة ونشاط للجنة الإسرائيلية مع المنظمة الدولية، ولن تجري أية لقاءات أو مقابلات، ولن يجري أي تعاون فني مع المنظمة.



ومن جانبها مارست أمريكا ضغوطها، وقالت الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة عارضت بشدة هذين القرارين، وأوضح المتحدث باسم الخارجية مارتك تونر «لقد عبرنا بوضوح عن قلقنا العميق إزاء هذه القرارات المتكررة والمسيسة التي لا تساهم بشيء في تحقيق نتائج بناءة على الأرض، ونعتقد أنه لا ينبغي اعتمادها».



ويهدف القرار الأول حول فلسطين المحتلة إلى الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية.



ويطالب القرار الثاني حول المسجد الأقصى إسرائيل «القوة المحتلة» بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائما حتى سبتمبر من عام 2000، إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد، كما يطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق المسجد.



عضوية فلسطين



يأتي الموقف الجديد من اليونسكو بعد خمس سنوات من قرارها بقبول عضوية فلسطين بها وقد تعرضت لضغوط هائلة من إسرائيل ومن الولايات المتحدة الأمريكة التي علقت مساهمتها بالمنظمة وصوتت ضد القرار، وحشدت الأصوات للتصويت ضده ومارست كل أنواع الضغط على اليونسكو والدول المصوتة وهددت بتقليص دعمها، وقال مندوبها بالمنظمة «إن القرار يضع صعوبات أمام دعم الولايات المتحدة لليونسكو»، وخاصة أن الدعم الأمريكي يمثل خمس ميزانية المنظمة، وقد ظل معلقا منذ 19 عاما للضغط على المنظمة لتخضع لها.



كما مارست فرنسا ودول غربية ضغوطا على دول أفريقية لعدم التصويت لصالح فلسطين لأن فرنسا تعد الفلسطينيين بدؤوا من حيث يجب أن ينتهوا، أي إنه يتوجب بداية حسم موضوع الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وبعد ذلك سنتوجه إلى المنظمات المتفرعة عنها.



ورفضت إسرائيل قرار عضوية فلسطين، حيث وصفت القرار بأنه مأساة لليونسكو، وأنه قرار متسرع للاعتراف بدولة ليس لها وجود، وأن هذا أبعد اليونسكو عن مجالات عملها، ذلك لأنها معنية بالعلوم وليس بعلوم الخيال، حسب تعبير سفير إسرائيل في المنظمة، وحمل اليونسكو مسؤوليات اتخاذ القرار وأنه سيتسبب في تخفيض الدعم للمنظمة.



حجب حصة اليابان



من ناحية أخرى حجبت اليابان أمس مستحقاتها السنوية لليونسكو، قائلة إنها تريد التأكد من أن الهيئة الدولية تعمل بشكل صحيح لتعزيز الثقة بين الدول الأعضاء.



وأكد وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا أن اليابان حجبت المستحقات التي تبلغ 4 مليارات ين (40 مليون دولار) لهذا العام. ورفض القول ما إذا كان ذلك احتجاجا على إدراج اليونسكو في العام الماضي وثائق «اغتصاب نانجينج» الصينية في سجل الذاكرة العالمي.



تقدم اليابان 9.7 % من ميزانية اليونسكو، وهي بذلك ثاني أكبر جهة مانحة للهيئة بعد الولايات المتحدة التي تسهم بنسبة 22 %.