نعم هزمت!!

رحم الله أستاذي عيسى خليل، سكرتير رئيس تحرير جريدة الندوة، كان دائما يقول لي وأنا صغير السن والتجربة، «لا تعتمد على التنظير والإصلاح في كتاباتك مبكراً وكثيراً»، لأن ذلك سيهزك أمام خصومك ولسبب كتاباتك سوف تزداد أعدادهم يومياً، ولم أصدقه ولم أؤمن بكلامه.

رحم الله أستاذي عيسى خليل، سكرتير رئيس تحرير جريدة الندوة، كان دائما يقول لي وأنا صغير السن والتجربة، «لا تعتمد على التنظير والإصلاح في كتاباتك مبكراً وكثيراً»، لأن ذلك سيهزك أمام خصومك ولسبب كتاباتك سوف تزداد أعدادهم يومياً، ولم أصدقه ولم أؤمن بكلامه.

الثلاثاء - 03 فبراير 2015

Tue - 03 Feb 2015



رحم الله أستاذي عيسى خليل، سكرتير رئيس تحرير جريدة الندوة، كان دائما يقول لي وأنا صغير السن والتجربة، «لا تعتمد على التنظير والإصلاح في كتاباتك مبكراً وكثيراً»، لأن ذلك سيهزك أمام خصومك ولسبب كتاباتك سوف تزداد أعدادهم يومياً، ولم أصدقه ولم أؤمن بكلامه.

طبيعتنا في هذه البلاد أننا نستحيي أن نقول إنني (فشلت) أو (هزمت)، وفي عقيدتي الفكرية لا أستحيي حين أقول لكم إنني فشلت، وإنني هزمت، فهذا حالي كزهير، أقسم بالله أنني قد هزمت من أعدائي وخصومي الأقوياء الذين إذا قالوا فعلوا.

هزمت لكن لم تهزم كرامتي، ولم يهزم ضميري، ولم تهزم قيمي ومبادئي. أيام الهزائم والانكسارات في حياتي كثيرة، نعم الهزائم كثيرة التي ألمت بي، أشعر بقنوط شديد حيال هويتي الدينية والوطنية والفكرية والسياسية والتي كادت أن تقطع صلتي بتاريخي ومصالحي في آن واحد.

إن الهزائم والانكسارات التي عشتها مبكراً وحالياً بصورة أكبر وأوضح تطفو وتغوص في أعماقي المتجذرة بالحزن، تتأجج هزائمي عند كل إبداع أفعله، وتخبو عندما تظهر الوحوش أنيابها في جسدي المريض، تتكالب علي الميول النفسية، وتعلو كثيراً التصورات الذهنية والأبعاد الاجتماعية بحمولاتها العقدية والسياسية والثقافية والفكرية.

هزمت عندما أقفلت أمامي كل الأبواب المفتوحة، هزمت عندما تكالب الرجال النافذون عليّ، هزمت عندما حرمت من حقوقي المختلفة، هزمت عندما ضربني القوي على وجهي.

إن أكبر هزيمة في حياة الرجل عندما تقيد رجلاه ويداه بالسلاسل والأغلال. وبسبب تقدمي في العمر تضاءلت قدرتي على أن يحوز منهج تفكيري الإصلاحي والتنويري ليكون مناسباً في حل مشكلاتنا الوطنية والحياتية.

هزمت عندما تقوت وسيطرت عليّ بعض (الأفكار الخاطئة) والخارجة عن طوق سيطرتي والتي ترى أن الهجرة هي مفتاح حل من الحلول. فقلت لأفكاري لا يجب أن يكون ذلك هو الحل. لأن الهزيمة في داخل الوطن أفضل وأرقى وأجمل وأنظف من خارجه.

والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.