أحمد صالح حلبي

نساء مكة وخدمة الحجيج

مكيون
مكيون

الأربعاء - 05 أكتوبر 2016

Wed - 05 Oct 2016

شهد موسم حج العام الماضي 1437 تنافسا قويا بين اللجان النسائية بمؤسسات الطوافة ومكتب الزمازمة الموحد، انعكس إيجابيا على تطور الخدمات، فسعت اللجان، سواء التطوعية منها أو غير التطوعية للخروج عن الأسلوب التقليدي في العمل، وظهر ذلك واضحا في أعمال اللجنة النسائية بمكتب الزمازمة الموحد، إذ سعت الزمزميات لتحويل برنامج اللجنة إلى برنامج خدمي متواصل بهدف ترسيخ مفهوم خدمات الحجاج لدى الناشئة، من خلال مشاركتهن في العديد من الفعاليات المقامة على مدار العام ومنها معرض (فعاليات وحدات تطوير المدارس بمكة المكرمة)، وكان هدفهن العمل لإيصال رسالة مضمونها إبراز أعمال وإنجازات المكتب ومهنة الزمازمة والتطورات التي طرأت عليها.



وخلال موسم الحج بنت اللجنة علاقة اتصال وتواصل مع اللجان النسائية بمؤسسات الطوافة تضمنت تنظيم برامج لزيارة معرض الزمازمة بمقر المكتب لإطلاعهن على التطورات التي شهدتها عملية سقيا الحجاج بماء زمزم عبر العصور، غير أن الأبرز فيما قامت به الزمزميات قيامهن بزيارة للحاجات المنومات بالمستشفيات بمكة المكرمة وتقديم الهدايا وعبوات ماء زمزم لهن.



أما اللجنة النسائية بمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية فقد برزت أعمالها من خلال فرق ولجان ميدانية، فالفريق الذي يطلق عليه مسمى (فريق معاونة)، حددت مهامه في استقبال الحجاج وتوديعهم، وتنفيذ البرامج التوعوية خاصة الصحية منها، بهدف وقاية الحاجات من الأمراض الشائعة في الحج، وإرشاد الحاجات بالتفويج لجسر الجمرات، وتنظيم زيارات للمتاحف كمتحف عمارة الحرمين الشريفين، وتنظيم لقاءات وزيارات لبعض البيوت المكية وهو ما يعني تبادل الثقافات وبناء العلاقات.



ونجد أن اللجنة النسائية بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا وهي وإن كانت لجنة تطوعية فإن ما تقدمه من أعمال يمثل حرصها على خدمة الحاجات، بطريقة وأسلوب مختلفين، ففي كل صباح تقوم مجموعة منها بجولة على مستشفيات مكة المكرمة، للتعرف على الحاجات المنومات ومتابعة حالتهن الصحية وتقديم الهدايا لهن، ولعل الأبرز في خدماتها الاهتمام بالنواحي النفسية للحاجيات المنومات بالمستشفيات، إذ تسعى من خلال مجموعاتها الميدانية لمرافقة المتحسنات صحيا لدور سكنهن، وبرز دور اللجنة الاجتماعي من خلال احتفالها بقدوم مولود لإحدى الحاجات إذ نفذت اللجنة برنامجا خاصا له، وفقا للعادات المتبعة بمكة المكرمة، كما شاركت في الاحتفال باليوم الوطني الذي نفذته بمركز تفويج الحجاج بطريق مكة المكرمة ـ جدة وشارك فيه الحجاج، ونقلت بالكلمة والصورة عملا يليق بالمناسبة وتوقيتها وموقعها.



ولم تكن مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا ببعيدة عن المشاركة الفعلية إذ برزت اللجنة النسائية بها بأعمال متميزة سواء من الناحية الصحية أو النفسية، ولعل أبرز ما قدمته اللجنة من أعمال تنظيم زيارات للأطفال المعاقين والمتاحف واستقبال الحاجات بدور المطوفات وبنات المطوفين، واستضافة ثمانية عشر حاجا من منغوليا، حديثي الإسلام، طوال فترة تواجدهم بمكة المكرمة مع تأمين كافة احتياجاتهم وهداياهم، إضافة إلى تنظيم برنامج توديع الحجيج بالفواكه لدى مغادرتهم مكة المكرمة بمركز تفويج الحجاج بطريق جدة.



وخلاصة القول، فإن ما قامت به اللجان النسائية بمؤسسات الطوافة ومكتب الزمازمة الموحد يمثل تحديا قويا للمرأة المكية استطاعت اجتيازه، فلم تتكاسل بسبب زحام الطرقات أو تتهرب لحرارة الجو، لكنها قالت بصوت قوي نحن خدام الحجيج ونفخر بهذا.