الحيوانات الأليفة هواية تجلب المرض إلى المنزل

تعد تربية الحيوانات الأليفة من الظواهر التي تنامت خلال السنوات الماضية لدى شريحة كبيرة من الشباب والمراهقين في السعودية

تعد تربية الحيوانات الأليفة من الظواهر التي تنامت خلال السنوات الماضية لدى شريحة كبيرة من الشباب والمراهقين في السعودية

الاحد - 04 مايو 2014

Sun - 04 May 2014



تعد تربية الحيوانات الأليفة من الظواهر التي تنامت خلال السنوات الماضية لدى شريحة كبيرة من الشباب والمراهقين في السعودية.

وأصبح من الطبيعي مشاهدة هذه الحيوانات داخل المنازل وعلى الأسرة وفي أرجاء المنزل.

وانقسم المواطنون بين مؤيد لهذا الشغف والحب بتربيتها، ومتوجس وخائف من تسببها في نقل الأمراض لعدم وجود رقابة طبية تؤكد سلامتها وخلوها من الأمراض لغياب هذه العيادات أو عدم الاهتمام بها في السعودية.

في البداية يقول المواطن أحمد باعشن إن شغف اقتناء وتربية القطط والكلاب تنامى خلال السنوات الأخيرة عند البعض، الأمر الذي ينذر بالخطر لكثرة الفيروسات التي تظهر بين الحين والآخر ويكون سببها الحيوانات، متسائلا عن الدافع خلف هذا الشغف الذي جدّ في حياة البعض، والذين يرون أنها حرية شخصية، مضيفا أن هذه الحرية حين تشكل خطرا على صحة الفرد فيجب أن نضع لها حدود وقيود للحفاظ على سلامة الشخص وسلامة من حوله.

ويرى المواطن حسين آل سالم أنه وبعد اكتشاف مرض كورونا وارتباطه بالإبل ومن قبله حمى الوادي المتصدع وإنفلونزا الطيور والخنازير، أصبح الأمر في غاية الخطورة، وفي ظل عدم وجود مراكز صحية تعنى بالكشف على القطط والكلاب التي أصبحت جزءا من حياة بعض الأشخاص اليومية والذين يعتبرونها شريكا أساسيا في حياتهم لا يستطيعون التخلي أو التنازل عنه.

وأكد الشاب علي العمري أن لديه قطة اشتراها بألف ريال قبل أكثر من سنتين ويعدها شريكة حياته وتشعره بالحنان والحب، حيث يقوم بالاعتناء بها وإطعامها بنفسه وقد تشاركه النوم على السرير في أغلب الأحيان.

وبين المواطن عبدالرحمن الثقبي أن لدى ابنه كلبا داخل المنزل، وقد حاول مرارا مع ابنه لبيعه أو إخراجه من المنزل، إلا أنه أصر على بقائه وأصبح إخوته الصغار يشاركونه هذا الشغف والحب والتعلق بهذا الكلب الذي أصبح رفيقا مخلصا للأسرة، ويحظى بقبول واهتمام الجميع، مطالبا بضرورة إجراء كشوفات دورية إلزامية على مثل هذه الحيوانات الأليفة للتأكد من سلامتها وعدم نقلها للفيروسات والأمراض المعدية.

ومن جانبه حذر أستاذ علم الحيوان في كلية العلوم بجامعة جازان الدكتور زراق بن عيسى الفيفي من اقتناء الحيوانات داخل المنازل سواء كانت قططا أو كلابا أو طيورا أو أرانب أو غيرها، لعدم وجود شهادات صحية لها ولدخولها من أماكن مختلفة من العالم، مؤكدا أن هذه الحيوانات تحمل ملايين الطفيليات التي لا ترى بالعين المجردة إلى جانب "القراد"، وتعد معدية للشعر والجلد ومسببة للحساسية.

وأشار إلى أن الدول الأوروبية لديها عيادات متخصصة للحيوانات ولها سجل وتاريخ طبي، ولكل حيوان شهادة طبية، وهذا بخلاف الوضع عندنا، فأغلب من يقوم بشراء هذه الحيوانات لا يخطر بباله ما تحمله من أوبئة وأمراض.

ودعا الدكتور الفيفي وزارة الصحة والبلديات وصحة البيئة إلى التنبه إلى خطر هذه الحيوانات وتنظيم بيعها، مشيرا إلى أنه قد وقف على أحد محلات بيع هذه الحيوانات، ورأى مدى الخطر الذي تشكله كون القائمين على بيعها غير متخصصين، ولا يهمهم سوى بيعها.

ومن جانبه أوضح استشاري الأطفال بمستشفى العميس بجازان الدكتور عبدالصمد هشام الدهبلي أن هناك العديد من الأمراض التي تنقلها الحيوانات الألفية إلى الأطفال تكون من ناحيتين: الأولى أمراض تصيب الجهاز التنفسي، وتأتي هذه الأمراض سواء كانت هذه الحيوانات ملقحة أو غير ملقحة، أما الأمراض الأخرى والتي تنتشر في الدول العربية وهي الأشد خطورة على الأطفال فهي الأمراض المعدية، والتي تأتي لعدم أخذ هذه الحيوانات أي لقاحات أو تطعيمات بخلاف الدول الأوروبية والتي تعتمد هذه التطعيمات واللقاحات والنظافة الشخصية للحيوانات التي تقوم بتربيتها، مؤكدا أن هذه الحيوانات في أغلب الدول العربية ليس لها أي تحاليل أو تطعيمات، لذا ننصح بعدم تربية هذه الحيوانات أو إدخالها للمنازل للخطورة التي تشكلها على الأطفال والأسرة بشكل عام.

وأكد الدكتور الدهبلي أن هناك العديد من الأمراض التي تسببها الحيوانات التي تربى في المنزل سواء كانت قططا أو كلابا أو طيورا وتكون معدية وخطيرة، إضافة إلى أن الأم الحامل قد تتعرض للإصابة بأحد أنواع هذه الأمراض، ويظهر المرض على الطفل بعد ولادته دون الأم.