عبدالله المزهر

Winter is coming

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 28 سبتمبر 2016

Wed - 28 Sep 2016

ثم أتى زمن كان منتظرا، ودخل الشتاء بدأت المعاشات في التقلص. وبدأ الناس يدفعون ثمن أخطاء السنين، وغياب الرؤية وكثير من الأشياء التي لم يكن لهم يد فيها.



وفي زمن سابق كان كل صوت يتحدث عن غياب الرؤية والتخطيط لمرحلة ما بعد النفط يعد صوتا نشازا ومستنكرا وقد يصل الأمر إلى اعتباره خائنا عدوا للوطن والمواطنين.



كانت الموارد تأتي وتتلاشى ولم يكن سرا معرفة أين تذهب، يمكن ملاحظة ذلك بوضوح على «بطن» الفساد الذي يكبر مع الأيام دون أن يواري ذلك أو يخجل منه.



وكان الوصول إلى مرحلة تقليص الرواتب مسألة وقت ليس إلا، وكثيرون كانوا يرون ذلك قريبا ويراه غيرهم بعيدا.



الآن وقد حل أول الشتاء وأصبح أمرا واقعا فإن المنطقي أن ننتظر الربيع وقد تخلصنا من كل الأخطاء ومن النظرة المريبة إلى التخطيط، لم يعد التفكير في تنويع مصادر الدخل ترفا وحديثا نخبويا يتحدث فيه بعض المنظرين ثم يذهبون ليأخذوا حصتهم من النفط بعد أن يفرغوا من تنظيراتهم.



وأظن أن هذا الأمر يبدأ بالانفتاح الاقتصادي والصناعي وخلق بيئة استثمارية خالية من التعقيد. فالاعتماد على «جيوب الناس» كمصدر بديل للنفط لن يكون مجديا لا على المدى البعيد ولا القريب.



لن يكون مجديا لأن الضرائب والرسوم لا تأتي وحدها، هي تأتي في باقة لا تنفصل مع الإصلاح السياسي والاقتصادي، ليس من المنطق فرض ضرائب على الناس في الوقت الذي ليس لهم رأي في «أمور دنياهم».



وبمناسبة رأي الناس، فليت أن قرارات التقشف لم تمس رواتب أعضاء مجلس الشورى، كان المنطق أن يلغى المجلس نهائيا لأن وجوده عبء على الناس وعلى ميزانية الدولة. مجلس لا يشارك في رسم السياسات ولا في إقرار الميزانيات ولا في فرض الرسوم ولا إلغائها ليس لوجوده مبرر.



وعلى أي حال..



أتمنى أن يكون في الصدور متسع للنقد، وللرأي المخالف، فتلك درجة لا بد منها في سلم الارتقاء، وكلنا نحب وطننا وولاؤنا لقادته حتى وإن أغضبنا تقليص رواتبنا.