تخيل: أنت بحاجة عقد صفقة مع طفلك

الأربعاء - 28 سبتمبر 2016

Wed - 28 Sep 2016

الوصول إلى اتفاق هو سبب السلام والراحة، ويتحتم وجود انسجام مرتفع عندما يكون الحديث بخصوص النقاشات العائلية واتخاذ القرارات. وللحصول على القبول والرضا بأية فكرة يقدمها الوالدان وقد تعارض رغبة الأبناء، فإن ذلك يجعل الاطلاع على الإرشادات التي يقدمها الخبراء والمختصون حاجة ماسة، وفي المادة التالية ننقل هذه النصائح: هل تتبع عند التفاوض مع طفلك قاعدة: افعل ولا تفعل؟ طرحت الكاتبتان "Kim Abraham، Marney Studaker" سؤالا عابثا من خلال موقع "Empowering Parents" وكان: هل يتحول الأمر إلى صراع عنيف في كل مرة تقول فيها لطفلك: لا؟ يدخل العديد من الآباء في تفاوض مع أبنائهم عندما يقابلون أي نوع من المقاومة، لا شك أن التفاوض مهارة حياتية مهمة، تساعد على التوصل إلى اتفاق، أو حل وسط خلال المناقشة، لكنها قد تعني أيضا تخطي شيء ما أو الالتفاف حوله، وعندما يتعلق الأمر بالأطفال، تجدهم عادة يحاولون الالتفاف حول ما نقوله ليحصلوا على ما يريدونه. ينبغي أن يكون طفلي محاميا يوما ما.



إذا كان طفلك ذا شخصية معارضة أو جريئة، فإن الحديث معه أشبه بالتواجد في قاعة المحكمة.



اقرأ: هل فيس بوك منصة إعلامية أم شركة تقنية؟



فمثلا إذا أبلغت ابنتك المراهقة بأنه ليس بإمكانها استضافة صديقتها في البيت تجدها تعارضك، وقد وضعتك في منصة الشهود على الفور، وكأنك معرض للاستجواب.



تعطي الكاتبة مثالا على التعارض، من خلال حوار قد يدور بين الأم وابنتها، حيث تقول الفتاة: ألم تخبريني بأنه يجب علي إيجاد عمل مفيد، بدل أن أجلس في المنزل طوال فترة الصيف؟



فتبدأ الأم في الدفاع عن قرارها: حسنا، نعم، لكنه ليس يوما مناسبا لاستضافة الأشخاص، وأنا متعبة ولدي عمل غدا في الصباح الباكر، بالإضافة إلى أن غرفتك الآن في حالة شديدة من الفوضى.



تجيب الابنة التي تقوم بدور المحامية الهاوية: إذن فالإجابة نعم، فقد قلت لي سابقا إن علي العثور على شيء لأفعله؟ ومن فضلك، الإجابات تكون بنعم أو لا فقط، تقولين هذا لأنك متعبة، وأنه غير مسموح لي برؤية الآخرين؟ وماذا لو قمت بتنظيف غرفتي أولا؟ هل يمكنني استضافة صديقتي وقتها؟ تتعب الأم من كونها في موقف دفاعي، تستسلم بسهولة لكي تتوقف ابنتها عن إلحاحها وتجيبها: لماذا تجادلين دائما في كل الأمور؟ حسنا، يمكنك استضافتها ولكن من الأفضل لك أن تنظفي غرفتك أولا.



التفاوض "حول" في مقابل التفاوض "مع". يوضح المقال أن الموقف السابق هو مثال تقليدي لطفلة تحاول التفاوض حول ما تقوله والدتها لتحصل على ما تريد، فابنتها لم تكن تبحث عن إيجاد أرضية مشتركة، وقد وقفت الأم في طريق خططها، لذلك عرفت الفتاة كيف تلتف حول ما تقوله الأم، فاستدرجتها كي ترغمها على الموافقة لإنهاء المشاجرة، وقد مررنا جميعا بهذا كآباء وأمهات.



كما تضيف كيم ومارني أن المناقشات التي تحدث مع طفلك، بعد إعطائك له قرارك النهائي ليست مفاوضات، فما يحدث في تلك الحالات هو أن طفلك يتفاوض حول ما تقوله، لمحاولة إيجاد مخرج وليس لإيجاد أرضية مشتركة.



كيف توقف الإفراط في التفاوض؟



تنصح الكاتبتان بتجنب الإفراط في التفاوض مع الطفل، فذلك أسهل من محاولة إصلاح الموقف بعد أن أعطيت جوابا بالفعل، كما تعطي كيم هنا خمس خطوات بإمكانك اتخاذها لتصبح أكثر فعالية.



1 توقف لحظة للتفكير قبل إعطاء إجابة نهائية: دائما ما يكون الآباء منشغلين، وأحيانا يطلب الأطفال 50 طلبا في الساعة، ومن السهل أن تقول لا دون النظر فعلا في الطلب، فهذا أسرع وأقل إرهاقا في تلك اللحظة.



لكن على المدى الطويل، قد يزيد هذا الأمر من الضغط الناتج من المشاجرة، وربما تأسف على الجواب المعطى بسرعة، فليس من الخطأ أن تقول لطفلك: "دعني أفكر في الأمر لعدة دقائق"، حتى وإن لم يبد طلبا مهما.



2 فكر في الطلب أولا ثم أعط ردا في الوقت المناسب: إذا أخبرت طفلك بأنك ستفكر في طلبه لبضع دقائق، فلتحرص على أن تجعلها بضع دقائق بالفعل، ولا تؤخرها لساعة ثم تعود لتتواصل معه، فتأخير إجابتك قد يحبط طفلك ويجعله ملحا حتى يقودك لقول "لا" فقط لإيقافه. وإن كنت في حاجة إلى الانتظار لجمع المزيد من المعلومات قبل اتخاذ أي قرار، فأخبره بهذا مقدما، وتعطي الكاتبة مثالا: أعلم أنك تريد الذهاب إلى مطعم للعشاء، لكن قد يكون لدى والدك خطة ما لا أعلمها، لذا سننتظر إلى حين عودته إلى المنزل ونتحدث بشأن هذا الأمر، وسأجيبك خلال 15 دقيقة من عودته. بهذه الطريقة سيحصل طفلك على جدول زمني ويعرف ما يمكن توقعه، وفي نفس الوقت تكون قد احترمت طلبه، والتزمت بكلمتك.



3 خذ في الاعتبار "لماذا سترفض قبل أن تعطي جوابا؟" يحدث التفاوض عادة حينما يرفض الأهل شيئا يريده الطفل، في حين أن الأطفال لديهم الكثير من الرغبات، فهم يريدون التنزه ربما، والترفيه والشراء أيضا مما قد يجعل الأمر مربكا، ونحن أحيانا نعطي إجابة تلقائية بالرفض، دون النظر إذا ما كانت الإجابة تحتمل الموافقة. على سبيل المثال: يسألك طفلك ذو الست سنوات إذا كان بإمكانه استخدام علبة الألوان، وغريزتك تخبرك بأن ترفض، فليست لديك الرغبة في تنظيف الفوضى التي ستحدث، ولكن غالبا ما تندم على قرارك بعد الرفض، وتدرك أنك قد فوت فرصة إبقاء طفلك مشغولا وإشراكه في نشاط إبداعي. تغيير رأيك بعد إلحاح الطفل مرارا قد يبدو وكأنه استسلام، في حين أن السبب الرئيس ليس كذلك، وهذا يشجع طفلك على أن يحاول دائما أن يلتف حول ما تقول ليحصل على ما يريده.



4 اجمع كل ما تحتاج من معلومات قبل إعطائك الإجابة واجعل توقعاتك واضحة. إذا أخبرك طفلك ذو العشر سنوات"هل بإمكاني الذهاب إلى منزل "جوني"؟ تأكد من أنك تعرف بالضبط ما يعني ذلك، فكيف سيصل إلى هناك ومن سيكون بالمنزل وما الذي سيفعلونه؟ فمثلا يمكنك الرد: بإمكانك الذهاب إلى منزل صديقك طالما أن والده هناك وأنك ستلعب في ساحة المنزل. فقد يجنبك هذا الوقوع في شرك الاضطرار لإلغاء الأمر عند سماع أن والدي "جوني" ليسا بالمنزل، وأنه قد دعا 20 صديقا مقربا ليحتفلوا دون رقابة.



5 أشرك طفلك في القرار، إذا كان مناسبا: ليست كل المواقف قابلة للتفاوض، لكن بعضها كذلك، فليس من الخطأ أن تتحدث مع طفلك عن سبب طلبه لأمر معين، فقد يدعوه ذلك للتفكير في سلبيات وإيجابيات المواقف، بالإضافة إلى أن الحديث عن طلب ما لا يعني أنك قد التزمت بمنحه. حينما يكون الجواب لا ببساطة.



تذكر الكاتبة أن هناك موقفين يجب عليك أن تثبت حينها على موقفك مهما كان الأمر صعبا:



1 عندما تمعن النظر في الأمر وتكون الإجابة بالرفض، ففي هذه الحالة يمكنك استخدام إحدى هذه الإجابات: بأنك قد فكرت في الأمر مليا والأمر ليس محلا للنقاش لذلك سترفضه، أو أنك تعلم مدى رغبته في الذهاب لكن ليس هناك مجال للنقاش، كما أنك لست في حاجة للدفاع عن قرارك.



2 حينما تعطي إجابة سريعة بالرفض قبل التفكير في الأمر، وقد يحتمل الموافقة إذا أعدت النظر به، لكن حتى في هذه المواقف، فإن الكاتبة تنصحك بأن تلتزم إجابتك الأولى، وإلا فقد يتلقى طفلك الرسالة بأن الإجابة بالرفض أحيانا قد تتحول إلى الموافقة، إذا ظل يلح لفترة كافية.



حينما نتخذ كآباء قراراتنا بناء على مشاجرات أو خلافات مع الطفل يخسر الجميع، كما نصاب بالإحباط والفشل، كما أنه يتلقى أطفالنا الفكرة الخاطئة بأنه لكي تحصل على ما تريد - وقد قوبلت بالرفض - عليك أن تجادل. ويخلق أيضا انطباعا خاطئا بأن الآباء والأبناء على نفس المستوى من التفكير، لكنهم في الحقيقة ليسوا كذلك.

الأكثر قراءة