شاهر النهاري

أوامر ملكية تدعونا نقطة للتقدم

الثلاثاء - 27 سبتمبر 2016

Tue - 27 Sep 2016

أمس الأول أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أربعة أوامر ملكية جديدة قضت بتخفيض رواتب الوزراء بنسبة 20%، ومكافآت أعضاء مجلس الشورى بنسبة 15%.



وكان قد سبق صدور هذه الأوامر عدد من القرارات المالية الإدارية العامة بشأن إيقاف بعض العلاوات والمزايا المالية لعموم العاملين في القطاعين المدني والعسكري، مع الإبقاء على تلك المزايا التي تخص أبناءنا المرابطين على الحد الجنوبي.



وحقيقة أنها تجربة جديدة على جموع الشعب، ممن جلسوا أمام الشاشات مندهشين، وممن ظلوا يناقشون بعضهم، ويدخلون ويخرجون على مواقع التواصل، لمزيد من المعلومات، وللبحث عن آراء مطمئنة يتمنون أن يحصلوا عليها.



حقيقة لا يمكن إنكارها، فالمملكة منذ ما يقارب العامين وهي تدخل في أزمات سياسية وعسكرية عالمية لم يسبق لها أن مرت بها، كما كانت المصروفات الحكومية ضخمة لتخطي المرحلة، وهذا بالطبع احتاج إلى نوع من إعادة البرمجة لمختلف قنوات الصرف الحكومي، للمحافظة على معدل مطلوب من الأداء، وخصوصا مع انخفاض سعر البترول، ومع استمرار الحرب في اليمن، والتي تستنزف الكثير من الطاقات والمتطلبات.



معظم الشعب السعودي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي كان أكثر وعيا لما يحدث، وأكثر تفهما، ووفاء، خصوصا أن مرتبات الموظفين الأساسية لن تتأثر، وأن التخفيضات تأتي فقط على بعض البدلات، المضافة، والتي قد يحدث تجميد لها حتى في الأحوال العادية.



ووقفتنا هنا اليوم محاولة لفهم ما يحدث حولنا، وتبيان لما هو مرجو منا للعبور للقادم:



1ـ يثبت الشعب السعودي أنه أقوى من كل الأزمات، وأنه يعرف أن ما يحدث وقتي، لن يستمر بإذن الله، وربما يرفع كل ذلك في القريب العاجل.



2ـ كان من الجميل أن يعرف الشعب أن التخفيضات لم تكن فقط على مميزات الشعب، إنما طالت أيضا الوظائف العظمى في الدولة.



3ـ كانت فرصة لنرى كيف تكون الوطنية الحقة، وكيف نسمع ونرى في الردود والهاشتاقات ما يدل على نضج الفكر الشعبي الوطني في السعودية، وتأكيد الرغبة والقدرة على التغيير للأفضل.



4ـ يظل تخوف الكثير من ألا يتم التحرك على الجانب التجاري الاقتصادي، ولكننا ما زلنا نتعشم أن يقوم التجار والمؤسسات الوطنية بالمشاركة الوطنية بتخفيض أسعار منتوجاتهم، وبما يدل على أنهم يتكافلون مع الشعب ومع الوطن.



5ـ نتوقع أيضا أن يكون هنالك تدخل من المؤسسات المالية والبنوك، بمساعدة الشباب وخصوصا من ينوي منهم بدء حياته العملية، والأسرية، بدعم ومساعدات عينية، حتى لا يتوقف الجيل القادم عند نقطة الصفر.



6ـ نأمل من الجمعيات الخيرية، والتي نعرف أن رؤوس أموالها تستطيع إحداث الفارق، تكوين صناديق مساعدات للعائلات الفقيرة، وللشباب، وأن تكون عمليات الاستفادة منها سهلة المنال، لا تصنع للمحتاج تعقيدات جديدة، تزيد حياته صعوبة.



7ـ وأخيرا نتمنى من الجميع محاربة الإشاعات، ومنع التخوين، الذي نرى بعضه على مواقع التواصل من أسماء لا تهمها الوطنية، أو من أسماء مستعارة، ربما تكون قادمة بخبثها وخرابها من خارج حدود الوطن، وبألسنة أعدائنا.



كل ذلك وأكثر نتوقعه من أبناء الوطن السعودي المخلصين، ليدوم الأمن والأمان والمحبة والتكاتف من أجل المصير الواحد للأبد.