غندور: الحركة الشعبية تثير الفتن بين دولتي السودان

أكد إبراهيم غندور مساعد الرئيس السوداني عمر البشير، رئيس وفد الحكومة في المفاوضات مع الحركة الشعبية، المقامة بأديس أبابا، أن بلاده تسعى للسلام مع جارتها جنوب السودان، وأن الحوار الوطني الذي دعا إليه البشير يجمع السودانيين حتى حاملي السلاح

أكد إبراهيم غندور مساعد الرئيس السوداني عمر البشير، رئيس وفد الحكومة في المفاوضات مع الحركة الشعبية، المقامة بأديس أبابا، أن بلاده تسعى للسلام مع جارتها جنوب السودان، وأن الحوار الوطني الذي دعا إليه البشير يجمع السودانيين حتى حاملي السلاح

الخميس - 01 مايو 2014

Thu - 01 May 2014



أكد إبراهيم غندور مساعد الرئيس السوداني عمر البشير، رئيس وفد الحكومة في المفاوضات مع الحركة الشعبية، المقامة بأديس أبابا، أن بلاده تسعى للسلام مع جارتها جنوب السودان، وأن الحوار الوطني الذي دعا إليه البشير يجمع السودانيين حتى حاملي السلاح.

كما نفى اتهامات الحركة الشعبية، للمؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) بتأجيج الصراع في جنوب السودان.



الدعوة للحوار



أوضح الغندور أن مبادرة الحوار الوطني بدأت حزبية وانتهت حكومية رئاسية، التفت حولها الأحزاب السودانية، بل تقف معها غالب القوى السياسية الفاعلة في السودان.

وأضاف بأن المبادرة تمضي الآن إلى بدايات مبشرة، لكن رغم ذلك ظلت كل القوى السياسية في الحكومة والمعارضة حريصة على مشاركة الجميع، الذين يقفون على الرصيف، أو الذين يحملون السلاح.

وأفاد بأن الحكومة قدمت كل التنازلات الممكنة بما فيها الموافقة ليحضر حملة السلاح للحوار، دون أن يتطلب ضرورة الوقوف إلى سلام أو إيقاف الحرب، وبعد انتهاء الحوار يمكن أن يعود حملة السلاح بضمانات الحكومة من حيث أتوا إن أرادوا حمل البندقية مرة أخرى.

وتابع، بالتالي هذا الحوار تنظر الحكومة إليه باعتباره الطريق الوحيد للوصول إلى توافق حول آراء السودانيين المختلفة، بما فيها قضايا الحرب والسلام.



مخاوف حزبية



وحول ما أثير بشأن المخاوف من تحالف الإسلاميين، وهما المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني، قال إن “قضية التحالف الإسلامي يثيرها البعض الذي يحاول أن يشير إلى أن الحوار المقصود به هذا التحالف.

الحوار دعوة مفتوحة للجميع.

والحديث عن التحالفات هو فقط لتمضية الوقت وصرف النظر عن القضية الوطنية الاستراتيجية وهي الحوار”.

وتابع بأن المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي وقياداتهما كانت حزبا واحدا، وكثيرا من الأحزاب السودانية انقسمت ثم التأمت، ثم انقسمت، وهذا ليس غريب.

 المؤتمر الوطني على الأقل يسعى لتحالف سوداني عريض فيه كل أهل السودان وليس لتحالف سياسي من أجل الحكم، أو من أجل الكراسي.

إنما هو تحالف من أجل قضايا كبرى، حينها لا فرق أن تكون في الحكومة أو في المعارضة ما دمت مؤمنا بهذه الثوابت.

لذلك نرجو من الذين يتهمون المؤتمر الوطني أو الآخرين بأنهم يسعون إلى حلف إسلامي، أن يأتوا إلى هذا الحلف حتى وإن كانوا لا يؤمنون بالإسلام، وهذه دعوة حوار شاملة لكل أهل السودان.



تورط في الجوار



وبالنسبة لاتهام السودان بإقحام نفسه في الحرب الدائرة بجنوب السودان ووقوفه مع طرف ضد آخر، نفى ذلك معتبرا تلك الاتهامات غير صحيحة والتعليق على ما يدور في الجنوب من قبل البعض هو محاولة لإثارة فتنة بين السودان وجنوب السودان هذا الأمر الأول.

واستطرد بأن موقف السودان هو الذي يعلنه الرئيس عمر البشير وأعلنه في آخر قمة للإيجاد وقمة الاتحاد الأفريقي، بأن السودان مع الحكومة المنتخبة في جنوب السودان ومع السلام وإيقاف الحرب في الجنوب.

وأوضح بأن كل القوى الإقليمية والدولية أشادت بموقف السودان المتوازن مما يدور في الجنوب، فالسودان لديه مصالح في الجنوب أكثر من أوغندا وغيرها وظل ينأى بنفسه، ولكن أي تدخلات سودانية في حرب الجنوب هي مما يمثله ياسر (يقصد ياسر سعيد عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان لقطاع الشمال ورئيس وفد المفاوضات) وحلفائه الذين يدعمون هذا الطرف أو ذاك ويثيرون الفتن والضغائن من بعض إخواننا في الجنوب ضد إخوانهم في منطقة “بانتيو” (منطقة حدودية بين جنوب السودان والسودان وشهدت أخيرا مجزرة راح ضحيتها مئات المدنيين جراء المواجهات بين القوات الحكومة والمتمردين في جوبا) نتيجة للانحيازيات مع الأطراف الجنوبية المتقاتلة في جنوب السودان.



مسار المفاوضات



أما بالنسبة لمفاوضات الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال الجارية في أديس أبابا، فأوضح أن هذه هي الجولة السادسة للمفاوضات بين الحكومة ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال، وفي كل جولة يأتي وفد الحكومة بإرادة قوية لتحقيق السلام، وآخر جولة انفضت في نهاية فبراير الماضي وانتهت بتقديم مشروع اتفاق إطاري من آلية الوساطة الأفريقية برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو أمبيكي.

ووافقت الحكومة على الانخراط في لقاءات ثنائية بناء على طلب الوساطة ولكن كل اللقاءات لم نتوصل فيها إلا إلى أمر واحد هو أن نجلس بوجود الوساطة لنتحاور حول الأجندة، جلسنا في وجود الوساطة ووصلنا إلى اتفاق حول الأجندة واتفقنا على تكوين أربع لجان تناقش هذه الأجندة الأربعة والتي تتلخص في قضايا: منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الثلاث (الأمنية، السياسية، الإنسانية) إضافة إلى قضايا الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس البشير كل القوى السياسية بما فيها الحركات المسلحة.

بعد هذا الاتفاق تنصل الطرف الآخر وقدم مشروع اتفاق إطاري جديدا، ومرة أخرى حرصا من وفد الحكومة للوصول إلى سلام، تنازل وقبل المشروع الجديد ليس كبديل إنما كمشروع مكمل للمشروع الذي تقدمت به الآلية الأفريقية.

وتقدمنا بمقترحات موضوعية جدا حسب رؤية آلية الوساطة وبدأنا في تبادل الملاحظات.

وفي كل مرة نكون قريبين من التوصل إلى اتفاق تأتينا ملاحظات تبعدنا أميالا عما كنا ننتظره.

الآن نحن في مرحلة الرد على ملاحظات الملاحظات حول ورقة الملاحظات، وأردت أن أقولها بهذه الطريقة كي تعرف القضية التي نحن فيها والطريقة التي يتم فيها التعامل في قضايا استراتيجية تتعلق بحياة الناس والحرب والسلام في السودان، بالتالي نحن في هذا الموقف.



اتهامات المتمردين



وردا على اتهامات الحركة الشعبية للمؤتمر الوطني بأنه لا يريد السلام ويرفض التوقيع على الاتفاقية الإطارية، قال لسنا وفدا للمؤتمر الوطني وياسر عرمان يعلم ذلك، فالجلوس حول الطاولة يمثل 6 أحزاب مشاركة في الحكومة وكل منهم عاش قضية المنطقتين لفترة طويلة ويعرف تاريخها أكثر من عرمان، وأيضا قدمنا كل التنازلات، للوصول إلى سلام.

إضافة إلى أننا وافقنا على مناقشة القضايا الإنسانية أولا، بل قدمنا طرحا يتمثل في وقف شامل وفوري لإطلاق النار، وتنفيذ فوري للاتفاقية الثلاثية المتعلقة بالشأن الإنساني لإغاثة المتأثرين مع البدء في الترتيبات السياسية.

وشتان ما بين التنفيذ الفوري والبدء، لكن الحركة في المقابل ترفض ذلك وتطلب التحاور حول وقف إطلاق نار ثان يجدد كل فترة، وترفض الاتفاقية الثلاثية للشأن الإنساني التي وقعت عليها ووقعنا عليها بشهادة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.