عبدالله المزهر

مدير كبير!

الاثنين - 26 سبتمبر 2016

Mon - 26 Sep 2016





اعلم يا رعاك الله أن المدراء أنواع وأصناف وأشكال وأنواع أكثر من الهم على قلب المديون!



فنوع وجد نفسه مديراً دون أن يخطط أو يسعى في سبيل ذلك، وهذا النوع -عافانا الله وإياكم- شكاك بطبعه، يخاف من كل المحيطين به، ويتوجس خيفة كلما رأى إنساناً يتحدث لآخر لأنه يظن أنه محور حديثهما، وأن الجميع يخطط لإسقاطه وإبعاده، وسبب ذلك قناعته ومعرفته أنه ليس أهلا لأن يكون مسؤولاً عن «اثنتين من الغنم»، وهذا النوع كثير ومنتشر، يكثر وجوده في كل بلاد تكون الواسطة أكثر مؤهلات المدير فيها!



والنوع الآخر من المديرين أقل عددا من النوع الأول، لكنه موجود ومنتشر أيضا، وهذا النوع هو الذي يعتقد أن «الإدارة» أحد أشكال النبوة، وأنه لولا انقطاع الوحي وختم الرسالات السماوية لكان نبيا مرسلاً، لأنه يعتقد أنه لا ينطق عن الهوى، وأن ما يقوله أو يفكر فيه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا من أي اتجاه!



والصنف الثالث هو الصنف الذي «لا يهش ولا ينش» فهو لا يشك في أحد ولا يثق في أحد واتخاذ القرار بالنسبة له أمر يشبه سكرات الموت!



أما النوع الرابع وهو نادر قليل الوجود، وإن وجدت أحدهم من هذا النوع فهو بين المدراء «غريب كصالح في ثمود»، وهذا النوع المعرض للانقراض هو من فهم أن الإدارة مسؤولية، وأنه لا يختلف عن أفراد مجموعته إلا في كونه أكثرهم تحملاً للمسؤولية، يقبل الآراء ويسمعها ولا يسخفها ويتسخف بها، يحب عمله ويحترم مرؤوسيه، يعمل لكي يترك أثراً حسناً وعملاً صالحاً لأنه يعلم علم اليقين أنه سيترك مكانه يوما ما!