باحثان يوصيان بتنمية الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات

الاثنين - 26 سبتمبر 2016

Mon - 26 Sep 2016

تساءل عضو المجلس البلدي بالقطيف الدكتور جعفر الشايب "ما الذي يدفعنا جميعا للمساهمة في الحد من أي خطر مستقبلي قد يواجهنا؟"، وأردف "هذا هو السؤال الذي ينبغي أن نلتفت إليه ونتأمله بعناية ونعمل على تحقيق إجابته في الواقع، لكي نكون فاعلين ومساهمين وداعمين لوحدتنا الوطنية.



وأكد الشايب في كلمته التي ألقاها مساء أمس الأول بمركز أحمد باديب للدراسات الثقافية والإعلامية بجدة، ضمن احتفال المركز باليوم الوطني تحت عنوان "ثوابت وحدتنا الوطنية"، أداره الدكتور زيد الفضيل، أن من مسؤوليتنا المحافظة على الوطنية، موصيا بتكريسها وتنميتها وتطويرها لمواجهة التحديات.



الاحتكار كارثة



وشدد الشايب على مفهوم الاحتكار، وقال: ليس بوصفه مصطلحا اقتصاديا فحسب، بل بما يعنيه بمفهومه الواسع في مجالات مختلفة، فهو أحد أهم المشكلات السائدة في منطقتنا العربية، حيث يؤدي الاحتكار للمال والفكر والمعتقد إلى نتائج كارثية، لذلك ينبغي أن نفطن لتفتيته والنظر للتنوع في المناطق والأفكار والانتماءات على أنها من عوامل ثراء مجتمعنا، إذ ينبغي الاستفادة منها وتنميتها والاعتناء بها وتكريسها في لحمتنا الوطنية.



مواجهة الاحتكار



واقترح الشايب ثلاثة محاور لمواجهة الاحتكار، وتناولها بالشرح: الإقرار بالتعددية الجغرافية والثقافية والتراثية، و إقرار المساواة وتكافؤ الفرص، وتعزيز المشاركة للمواطن في صناعة القرار.



مصطلح الوطن والحب



فيما ذكر الكاتب أﺳﺘﺎذ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ بجامعة اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻬﺪ ﻟﻠﺒﺘﺮول واﻟﻤﻌﺎدن مسفر القحطاني خلال المحاضرة بارتباط مصطلح الوطنية بالحب، منوها بأن رفاعة الطهطاوي عندما أدخل هذا المصطلح إلى الثقافة العربية ربطه بمفهوم التضحية والولاء والإخلاص لأجل الشعب، منبها إلى أن كثيرا من مفاهيم الوطنية بدأت تتراجع في واقعنا الحالي.



وأشار إلى أن هناك خللا عند الجيل الراهن من الشباب عن معنى الوطنية، فهو لا يعرف الفرق بين الحالة التي كان عليها الوطن في أيام الشدة وما وصل إليه اليوم من رخاء ورفاه، واصفا جيل اليوم بأنه لم يشارك في التأسيس، وإنما جاء ليتنعم بمنجزات الآباء والأجداد، ولذا فالبعض قد لا يدرك معاناة وصولنا إلى لحمة وطنية واحدة.



إشراك الجيل



ونبه إلى تعميق الوعي عند الشباب بالموارد وبحاجات ومكتسبات الوطن، والانشغال بكيفية حمايته وأن يظل يعمل من أجله، ولا يكون ذلك محاضرات وخطب بقدر ما يكون تجسيدا من المنزل والمدرسة والمسجد ومؤسسات المجتمع.



وتساءل القحطاني: لماذا لا يشارك الشاب في البناء؟، فإذا كان أبوه وجده قد شاركا بشكل فاعل في بناء هذا الوطن وتأسيسه، مشيرا إلى أن مشاركته ستكون لبنة إضافية، وسوف تتحول نظرته للوطن ولن يحتفل بيوم واحد، بل سيظل يحتفل طوال العام بوطنيته.