مانع اليامي

الوطن

السبت - 24 سبتمبر 2016

Sat - 24 Sep 2016

مع سبق الإصرار والترصد شدوا الأحزمة الناسفة وقصدوا المحراب، خرجوا على الدين وتطاولوا على تراتيل الآيات البينات، اغتالوا لحظات الخشوع وغدروا بالمصلين.. أراقوا الدماء في بيوت الله، فجروا المباني العامة وحولوها أنقاضا تتهاوى على أجساد الأبرياء بلا رحمة، يتموا الصغار وغلظوا أدوات ترويع الآمنين على تراب الوطن.



في وطنهم الذي احتواهم ومدهم بكل خير يعبثون، يسعون فسادا ويقتلون النفس التي حرم الله قتلها غدرا وغيلة. في وطنهم يقتلون أهلهم ولم يعد للوالدين مكانة تحميهم من الموت على أيادي أبنائهم، وفي هذا ما فيه من الخروج السافر على الدين، ويبقى الغريب حقا أنهم يدعون أقصى درجات التمسك بالدين!



كل هذا لا يشكل النهاية في سبيل الحلم بقرب حور العين، دم العالم مباح، ودم حارس الوطن مباح أكثر، وترصد رجال الأمن رأس الأهداف.. والأدهى أن ثمة من منح عقله للخارج مواليا بخسة وعلى غير هدى لطعن خاصرة وطنه.. يتوقف العقل هنا ويثور السؤال ماذا يمثل الوطن لكل هؤلاء؟!



يتولى بعض أبناء الوطن المراكز الوظيفية والأصل هو الإخلاص والأمانة، ومع هذا تستعمل السلطة الوظيفية أحيانا أو مكانة المركز الوظيفي في خدمة المحسوبيات وهذا من الهينات أمام اتساع مدى الفساد المهني حد الاختلاس والتزوير والرشوة وما هو أكثر، حيث أصبح كل شيء متوقعا في أجندة المجافين للوطن المندسين في الوظائف العامة، حتى اللعب على وتر المذهبية أو المناطقية أصبح متوقعا لتحييد العدالة الاجتماعية، كل هذا أو بعضه لا يليق بهذا الوطن العظيم!



عموما، يعهد إلى البعض بتأليف المناهج الدراسية أو تحقيقها والأمل ألا يغض الطرف عن بواعث الفرقة أو محركات الفتنة على حساب ما يقوي اللحمة الوطنية ويعزز الاستقرار وكأن الوطن مباح للمناقرات المذهبية والفوضى لدواعي التباطؤ في السير إلى المستقبل والشرح يطول.



أيضا يعهد إلى البعض صياغة الأنظمة، ومن النزاهة وحق الوطن ألا تدفن الاختناقات في بنود ومواد الأنظمة ما يوجب مد المسافة للوائح التفسيرية للظهور وفتح الباب للتذمر الشعبي، والإشارة هنا أن كل نظام أو عمل رسمي يدفع الناس إلى الشكوى وإشغال المراجع العليا قد يدفع إلى احتقان الشارع من جهة أخرى.



ختاما، صادق التهاني وأطيب التبريكات بمناسبة اليوم الوطني. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]