فايع آل مشيرة عسيري

أغنية الوطن!

الجمعة - 23 سبتمبر 2016

Fri - 23 Sep 2016

كتلك الأنشودة التي تصدح بها حنجرة الطفولة التي اختزلت الوطن كي تبوح به شجنا ولحنا عبر ذاكرة تشدو بأغنية الوطن العظيم تستطيل تلك الأغنية في كل المساريب وكل بيوت الطين والحجر والحارات القديمة، كي تحكي أن للوطن وجها رأيته في الأرض التي كان يسقيها أبي فلاحة وحبا، تملأ تباريحه الوادي والسواقي وأصوات الطيور، تلك الأغنية التي رافقتنا حية، كي تشاهد أمي تغني للحصاد لحن العودة للوطن، تلك الأغنية التي تعلمناها سويا في عيون معلم ردد الله أكبر يا موطني، تلك الأغنية التي فاضت دموعا وكدحا على تجاعيد سواعد أجدادي السمراء، تلك الأغنية التي طالما استجديناها طولا في مذياع حكواتي قريتي وهي تدندن للوطن:



رددي أحلى نشيدة يا بلادي في حكومتنا الرشيدة يا بلادي



بصوت العملاق أبو بكر سالم ذلك الصوت المتخم بذاكرة أجيال وأجيال تجاوزت كل حدود الأوطان كي تواصل النماء والعطاء قائلة:



والله يحميك... إله العالمين



تلك الأغنية التي قرأتها مليا في عيني مسن يقص رؤياه عن ماض سحيق وسنوات من البغي والجور والظلم.



قبل أن يستفيق من ذاكرة الماضي كي تعانق كفوفه تراتيل الحاضر بالدعوات أن يديم وطننا حكومة وشعبا عدلا وشريعة رصينة، تلك الأغنية التي كنا وما زلنا نحن لتلك الملاحم الخالدة عن مؤسس وطننا الأول الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود..تلك الأغنية التي بدأت معلقاتها بالنصر العظيم الملك لله ثم لعبدالعزيز..الملك لله ثم لعبدالعزيز.. الملك لله ثم لعبدالعزيز.. وما زالت الأغنية ترفرف راية خضراء..



راية حب وسلام قبلة للمسلمين وقلوب تهوي إليها.



ومضة وطن:

وطني أنا وأمي وأنت..

وما رواه أبي عن الحب القديم وأنشدا.