الاتفاق مع الذات

الأمريكي في العراق كان ذا بأس عسكري وقوة عضلات، وعاش الرئيس الأمريكي بؤسا وتخبطا سياسيا وتدهورا اقتصاديا بعد غزو واحتلال العراق، وأشعل فتنا طائفية ومذهبية لا تهدأ أبداً، ولو أن الإنجليز هم الذين غزوا العراق وأشرفوا على إدارته لكان أفضل للعراق والأمة العربية
الأمريكي في العراق كان ذا بأس عسكري وقوة عضلات، وعاش الرئيس الأمريكي بؤسا وتخبطا سياسيا وتدهورا اقتصاديا بعد غزو واحتلال العراق، وأشعل فتنا طائفية ومذهبية لا تهدأ أبداً، ولو أن الإنجليز هم الذين غزوا العراق وأشرفوا على إدارته لكان أفضل للعراق والأمة العربية

الجمعة - 17 يناير 2014

Fri - 17 Jan 2014


الأمريكي في العراق كان ذا بأس عسكري وقوة عضلات، وعاش الرئيس الأمريكي بؤسا وتخبطا سياسيا وتدهورا اقتصاديا بعد غزو واحتلال العراق، وأشعل فتنا طائفية ومذهبية لا تهدأ أبداً، ولو أن الإنجليز هم الذين غزوا العراق وأشرفوا على إدارته لكان أفضل للعراق والأمة العربية، فالفكر السياسي والعسكري الإنجليزي هادئ، ويفكر المسؤول مرتين قبل اتخاذ قراره الاستراتيجي. ويؤكد هذا التصور أن بريطانيا العظمى لم تعبث بالدول التي استعمرتها بل وضعت لها قوانين ونظما حضارية تعمل بها بعض تلك الدول في سلوكياتها وإجراءاتها مثل الهند حتى اليوم.


استطاع (الحمار الأمريكي) الذي هو شعار الحزب الديمقراطي، وكذلك استطاع (الفيل الأمريكي) الذي هو شعار الحزب الجمهوري أن يحكما بعض دول العالم عبر هذه الشعارات السياسية.

هذا يقودني للسؤال: لماذا لم تستغل صورة (الكلب) الذي يعبر عن خلق الوفاء والود في التعامل؟ فالكلب لا يرضى أن يقترب أحد من صاحبه أو الموقع الذي يحرسه. فلماذا لا يستخدم (الكلب) كرمز لأي حزب سياسي، في حين أن معظم السياسيين في العالم مثل الكلاب المربوطة بسلاسل في يد أحزابها. تصرخ بأمر أحزابها وتعض وتنهش لحوم الآخرين.

ثم أيضا لم تستخدم صورة (الأسد) كرمز سياسي قوي لأي حزب سياسي في العالم وهو مثال القوة والشجاعة والمغامرة والبطش، وأعتقد أن هذه المكونات تلائم أحزابا تكون في أمريكا وروسيا وإسرائيل وغيرها من الدول التي تعتمد على القوة والبطش في ممارسة الحكم.

كما برز سؤال آخر هو: لماذا لا تستخدم صورة (القرد) فهو يجيد القفز من موقع لآخر ويستطيع حقن فمه بمواد يرجعها وقت الحاجة وهو يستطيع أن يسلي الأطفال ويلهو معهم ومع الكبار، وهذه المكونات نجدها في حزمة الأفكار السياسية لبعض الأحزاب السياسية العربية وخاصة تلك الأحزاب التي تدعي الالتزام بالدين الإسلامي. وهي أحزاب التيارات الإسلامية، فالعيب في أفرادها وعناصرها وليس في الإسلام.