الباحة.. هجرة عكسية صوب الخضرة

تكتسي منطقة الباحة هذه الأيام لباسا أخضر، محفوفة بهواء معتدل يجعل منها مقصدا للكثير من السياح من داخل المملكة وبعض دول الخليج، وذلك نتيجة لكميات الأمطار الكبيرة التي هطلت عليها خلال الموسم الماضي

تكتسي منطقة الباحة هذه الأيام لباسا أخضر، محفوفة بهواء معتدل يجعل منها مقصدا للكثير من السياح من داخل المملكة وبعض دول الخليج، وذلك نتيجة لكميات الأمطار الكبيرة التي هطلت عليها خلال الموسم الماضي

الاثنين - 31 مارس 2014

Mon - 31 Mar 2014



تكتسي منطقة الباحة هذه الأيام لباسا أخضر، محفوفة بهواء معتدل يجعل منها مقصدا للكثير من السياح من داخل المملكة وبعض دول الخليج، وذلك نتيجة لكميات الأمطار الكبيرة التي هطلت عليها خلال الموسم الماضي.

يقول العم أبو أحمد (72 سنة )- أحد سكان المنطقة- إن الأمطار التي هطلت على هذه المنطقة لم نشهد مثيلها منذ أكثر من 30 سنة، حيث ارتوت الأرض وهذا أسهم في امتلاء بعض الآبار وكل السدود وعودة الزراعة بشكل منتج، وهذا انعكس على السياحة والهجرة العكسية لكثير من أهل المنطقة من المدن إلى القرى التي هجرت بسبب طلب الوظائف وشح الموارد وأسباب الترفيه.

سعد السالم أحد مواطني مدينة الرياض جاء لتمضية إجازة الربيع في منطقة الباحة بعد أن شاهد صورا خيالية – على حد وصفه- في بعض المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وأضاف: كنت أظن أن الصور والكلام المنقول عن منطقة الباحة مبالغ فيه، ولكن عند حضوري لهذه المنطقة ذهلت من هذه الطبيعة الخلابة والمياه الجارية والمنسكبة من الجبال، ولكنها تحتاج لكثير من العناية، وخصوصا المناطق التي تعد كحدائق ومتنزهات صناعية من قبل الجهات المعنية.

من جهته ذكر عبدالعزيز الزهراني أحد منسوبي وزارة المياه والكهرباء في منطقة الباحة، أن منسوب المياه في الباحة ارتفع نسبيا خلال السنوات الثلاث الأخيرة بشكل ملحوظ، بفعل الأمطار ووجود عدد من السدود، لافتا إلى أن هناك مؤشرات بارتفاع منسوب المياه الجوفية في المنطقة، وبمشيئة الله بعد الانتهاء من مشروع معالجة مياه الصرف الصحي الثلاثية الذي بدأ العمل فيه سيرتفع منسوب المياه الجوفية لأضعاف ما هو عليه، وستخرج المنطقة من أزمة شح المياه، وخصوصا بعد وصول مياه التحلية للمنطقة.

وعن معدل الاستهلاك اليومي ذكر الزهراني: أن منطقة الباحة تستهلك ما يعادل 57 ألف م3، والمندق لوحدها ارتفع استهلاكها من 3000 م3 إلى 15000م3 خلال خمس سنوات، بزيادة قاربت الخمسة أضعاف.

مضيفا الزهراني أن هناك تقريرا جيولوجيا لمجموعة من الجيولوجيين أثبت أن منطقة الباحة في عام 1429هـ، تحولت من منتجة للمياه إلى مستهلكة وعليه لا بد من دعمها بالمياه من خارج المنطقة، وهذا ما حدث إذ بدأت الوزارة في تغذية المنطقة بالمياه المحلاة أولا عن طريق الطائف، والآن سوف يبدأ تشغيل مشروع الباحة، علما - بحسب الإحصاءات - أن الباحة كانت قبل هذا العام تدعم الطائف ومكة عن طريق آبار عردة.

يشار إلى أن منطقة الباحة شهدت هطول أمطار غزيرة خلال العامين السابقين، مما أنعش الحركة السياحية في المنطقة، وأسهم في امتلاء الآبار والسدود التي كونت ثروة مائية كبيرة تحتاج إلى خزن استراتيجي، ولكن الخوف من انقطاع هذه الأمطار خلال الفترات المقبلة مما ينعكس سلبا على طبيعة الأرض وتوافد الزوار خلال موسم الصيف القادم.