عبدالرحمن عمر خياط

«ادلع على كل الناس.. عندك حق»

الخميس - 08 سبتمبر 2016

Thu - 08 Sep 2016

لكل شيء في الحياة وقته، ولكل حالة حدود، حتى الصبر الذي ورد في القرآن الكريم 114 مرة، وجاء في قول بعضهم (إنما للصبر حدود)، وقد قرأت بجريدة الوطن بزاوية (لكن) مقال الأستاذ صالح الشيحي بعنوانه المثير: (ادلع يا كايدهم) وبالسطور الأولى من مقاله الممتع العبارة يقول الشاعر الشعبي «يا زين فرّع وقـض الراس.. خل الأزارير دلاّعة»، واستعان سعادة الكاتب الأستاذ الشيحي بصديقه (عيّار) الذي أكد له أن هناك زوجة تحصل على الدلع باللسان، وزوجة تحصل على الدلع بالمال، وثالثة تحصل عليه بالوسيلتين.



بالرقم عاد الدلع للواجهة للمرة الثالثة هذه السنة؛ على لسان عضو مجلس شورى اسمه «خليل كردي».. وهذا العضو لمن لا يعرفه «بزنس مان» ثري، مخملي، من الذين يتناولون «الآيسكريم» في جنيف ويشرب «اللاتيه» في باريس!



هذا العضو طلب من المتقاعدين السعوديين أن يتوقفوا عن «الدلع».. ثم تبرأ هذا العضو مما قاله بشكل غير مباشر، ويختتم الأستاذ الشيحي بالعبارة (اقرؤوا كيف يعيش المتقاعد الياباني حياته اليوم، لتدركوا كم هي قاسية جدا حياة المتقاعد السعودي»!).



ولأنني في غضون هذا العام ( في الإجازة ) قمت والعائلة بزيارة كندا التي يدرس فيها ابني (رامي) ستة أعوام وبرفقته زوجته وعياله الثلاثة، وشاهدت بعيني رأسي كيف يعيش المتقاعد الكندي حياة اليوم في كرامة وعز يستحقه، ورأيت اتباع النظام بكل دقة والصدق في التعامل، وشاهدت شلالات نياجرا العظيمة، وعلى الجانب مباني نيويورك الشمالية والأعلام الأمريكية ترفرف على قصورها، ومن بين الأنظمة أن السيارة البوكس سعة سته ركاب (بمن فيهم الأطفال) لا بد وأن يجلس كل من الركاب الستة في مقعده ولا بد أن يربط الحزام، ولا يخول للطفل أن يجلس في حضن أحد والديه، وألا يقف والسيارة تسير، فإن وقف الطفل وانتبه البوليس فسيحرر غرامة لا بد أن يدفعها قائد السيارة، هذا في المرة الأولى، أما إن تكرر ذلك فإن البوليس يأخذ ذلك الطفل ويبقيه لدى الجهة المختصة محافظاً عليه (معززاً مكرماً) يستلمه ولي أمره في المطار عند خروجه من كندا، وهكذا وفي الجملة فإن في الأسفار كما قيل خمس فوائد.



وبالنسبة لنا (السعوديين) فإننا عندما نسافر إلى الخارج ونطلع على تطور العالم (كل في مجاله) ونعود إلى الوطن ندرك تماما بأننا نعيش في جزء صغير من هذا العالم المفتوح الكبير، وإننا نفخر بالمدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، وأن مكة المكرمة قبلة العالم كله، فالكعبة قبل الحرم، والحرم قبلة أهل مكة، ومكة قبلة العالم كله، فإليها يتجه كل سكان العالم، ولمكة المكرمة والمدينة المنورة في قلوب كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كل الاحترام.



وأعود لما بدأت عن لفظة الدلع، لأؤكد أننا – السعوديين حكومة وشعبا - محظوظون بموقعنا الجغرافي بين بلدان العالم كله، محكومون بالشريعة السمحة والسنة النبوية المطهرة، ونسأل الله أن يكرمنا بالأدب في هذا الجوار الكريم، والناس من شرق البلاد وغربها يأتون إلى مكة المكرمة لأداء الفريضة المقدسة، والحج أشهر معلومات، ولزيارة المسجد النبوي الشريف والصلاة في الروضة الشريفة، والسلام على النبي سيدنا وسيد الأولين والآخرين، والخلفاء الراشدين وأصحابه والتابعين وتابعهم إلى يوم الدين.