أبو الفنون يحتضر على خشبات مدارسنا

انتهى قبل أيام الملتقى التمهيدي لدراسة مشروع «تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي»، والذي نظمته الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، وشارك فيه مسؤولو الأنشطة الطلابية المسرحية من 16 دولة عربية

انتهى قبل أيام الملتقى التمهيدي لدراسة مشروع «تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي»، والذي نظمته الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، وشارك فيه مسؤولو الأنشطة الطلابية المسرحية من 16 دولة عربية

الأربعاء - 19 مارس 2014

Wed - 19 Mar 2014



انتهى قبل أيام الملتقى التمهيدي لدراسة مشروع «تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي»، والذي نظمته الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، وشارك فيه مسؤولو الأنشطة الطلابية المسرحية من 16 دولة عربية.

وفي الوقت الذي تسعى فيه جل الدول العربية لتنمية المسرح المدرسي، وبحث سبل تطويره وبعثه من جديد لاكتشاف المواهب الواعدة والإبداعات المخبوءة بين أروقة المدارس وعلى مقاعد الدراسة، يرى بعض المهتمين بالمسرح الطلابي لدينا أنه مغيّب منذ سنوات، الأمر الذي حصره للظهور على خجل في مناسبات محدودة جدا في السنة الدراسية، بخلاف ما كان عليه في السابق عندما كان المسرح هو روح الأنشطة المدرسية وقلبها النابض.

الممثل المسرحي إبراهيم الحارثي يرى أن المسرح المدرسي مختطف من قبل أدعياء لا علاقة لهم بالمسرح و لا بالثقافة إجمالًا،»كان هناك قسم خاص بالمسرح في إدارة النشاط بوزارة التربية و التعليم،ثم ضمر النشاط المسرحي وتم إيداعه في حلق النشاط الثقافي، وأصبح يظهر ليختفي ويختفي ليظهر ضمن المناسبات الرسمية ويُقدم في الصباح غالبا، فهو نشاط مناسبات فقط، بعد أن كان يحاول النهوض بنفسه والظهور بشكله اللائق به».

الكاتبة والصحفية حليمة مظفر قالت: بما أن في المرحلة الثانوية يوجد الشعر والقصة يفترض أن يكون المسرح ضمن المناهج الدراسية وليس لمجرد الترفيه، مشيرة إلى أنه يفترض أن تكون هناك نصوص مسرحية تدرس، فما يقدم لدينا عبارة عن مسرح هزيل يعرض ضمن مناسبات مدرسية قليلة.

وقد طالبت كثيرا بتخصيص حصص للمسرح والموسيقى ضمن مناهج التعليم العام لدينا، لأن المسرح يعتمد على الموسيقى، فالمسرح يعلمنا الالتزام وإثبات الذات، ويمنح الثقة وفن الحوار، فالمسرح أساسا في بلادنا لم يعرف إلا من خلال المسرح المدرسي الذي أسسه المعلمون الوافدون للعمل في مجال التعليم من جنسيات عربية مختلفة، ولكن بعد نشوء ما سمي بالصحوة طمست كل أنواع الفنون، سواء في المدارس أو في الحياة، وها نحن نجني ثمارها البائسة.

وقالت إحدى المهتمات بالمسرح، الأستاذة أماني يحيى: المسرح المدرسي مسرح مهم، وهو امتداد لمسرح الطفل، وهو بطبيعته يخرج الطالب من أطر الروتين التربوي لمساحة عملاقة تتعامل مع المتعة والمعرفة.

وبه يتعلم الطالب الحوار الماتع الذي يصل للدهشة وللجرأة الهادفة التي تنتجها تلك الثقافة المكتسبة من خلال النصوص، ويشكل جزءا مهما في النشاطات المدرسية، لأن المسرح بشكل عام جنس أدبي له مقوماته الفنية.

ويستطيع المسرح المدرسي أن يوجد علاقة بين الطالب وأفكاره التربوية، بحيث تسهم هذه العلاقة في بناء سلوكه وفك قيوده، لتجعل من الخيال مكانا في شخصيته.

فوجود المسرح المدرسي ليس غاية أدبية فقط، بل هو غاية حضارية أيضا.

في حين أشار مدير إحدى المدارس، الأستاذ فيصل العمري، إلى أن المسرح المدرسي في السابق كان مسرحا مفتوحا للتمثيل والموسيقى، مضيفا: أتذكر قديما كانت تقام معارض فنية يتم العمل فيها من الصباح إلى المساء بمشاركة فاعلة من الطلاب، بالإضافة إلى حضور المسرح المدرسي بقوة.

وفي الصغر كان هناك مسرح حي في بلدة الجموم للتمثيل والموسيقى، حيث كانت الأغاني الوطنية تذاع بشكل مستمر، وبعضها تؤلف وتلحن وتغنى من قبل موهوبين.

وأعتقد أن المسرح المدرسي كان نشطا في فترة نظام القطاعات المدرسية، كما أن مهرجان الطفل يقام لمدة أربعة أيام، أما الآن فقد أصبح المسرح مملا وميتا لا روح فيه، حيث اختزل في الوعظ والإرشاد.

واعتبر المشرف العام على النشاط الثقافي في وزارة التربية والتعليم، بندر العسيري، أن ضعف المسرح المدرسي يشكل هما كبيرا، مضيفا أنه ضد إطلاق الحكم على المسرح بالتغييب أو الاختطاف دون الاستناد إلى دراسة أو استبيان واقعي،»فالنشاط المسرحي المدرسي ما يزال موجودا، فلا تخلو خطة في إدارة للنشاط الثقافي من نشاط المسرح، ولكن هل المدارس تفعل هذا النشاط أم لا؟ فنحن لدينا مجموعة من المدربين الوطنيين الذين حصلوا على أكثر من 300 ساعة تدريبية من خارج المملكة، وهم الآن يدربون أقرانهم، ومع كل هذا نحن لسنا راضين عن هذا المنتج وطموحاتنا أعلى بما يرضي رغبات أبنائنا».





« أقيمت ملتقيات مسرحية عاجلة وخاطفة في بعض مدن المملكة، وجرى فيها تنافس بين المسرحيات المدرسية، لكن هذا النشاط لم يكن مبنيًا على أساس سليم، ولم يُظهر المسرح المدرسي بالشكل الجيد.

أقيمت الفعاليات حتى نقول لوزارة التربية و التعليم «نحن بخير وعندنا مسرح مدرسي».

إبراهيم الحارثي



«هناك ميزانية خاصة للمسرح من قبل إدارات التعليم، ولكن ما فائدة مثل هذه الميزانيات إذا لم يكن هناك مكان مهيأ أصلا للمسرح في المباني الحديثة؟! بالإضافة إلى عدم وجود مشرف متخصص للمسرح، فمثل هذا النشاط بصفته أبا الفنون، يمكنه أن يحقق ما لا تحققه الأنشطة الشكلية الأخرى».

حليمة مظفر



« أعتقد أن من أهم المعوقات في هذا المجال ضعف البنى التحتية للمسرح، حيث تفتقد المباني المدرسية الحديثة للمسارح المجهزة، وكذلك عدم التعاطي الصحيح مع الإعلام لنشر ثقافة المسرح المدرسي.. وكل هذا وذاك رفع لسمو وزير التربية والتعليم لاتخاذ الخطوات التطويرية ليعود للمسرح وهجه وألقه الجميل».

بندر العسيري