"الإنمي" خطر على التكوين الثقافي للطفل

حذر اختصاصيون من مغبة تعرض الأطفال في المراحل العمرية الأولى إلى كم هائل من المعلومات التي تضخها العديد من الثقافات من خارج محيط الأسرة عبر وسائل الإعلام، خاصة التلفزيون والإذاعة والانترنت، ما يؤثر على التكوين الثقافي لأجيال المستقبل، الأمر الذي يتطلب مراقبة الوالدين لأبنائهما لمعرفة ما يشاهدونه ويطالعونه عبر هذه الوسائل

حذر اختصاصيون من مغبة تعرض الأطفال في المراحل العمرية الأولى إلى كم هائل من المعلومات التي تضخها العديد من الثقافات من خارج محيط الأسرة عبر وسائل الإعلام، خاصة التلفزيون والإذاعة والانترنت، ما يؤثر على التكوين الثقافي لأجيال المستقبل، الأمر الذي يتطلب مراقبة الوالدين لأبنائهما لمعرفة ما يشاهدونه ويطالعونه عبر هذه الوسائل

السبت - 15 مارس 2014

Sat - 15 Mar 2014



حذر اختصاصيون من مغبة تعرض الأطفال في المراحل العمرية الأولى إلى كم هائل من المعلومات التي تضخها العديد من الثقافات من خارج محيط الأسرة عبر وسائل الإعلام، خاصة التلفزيون والإذاعة والانترنت، ما يؤثر على التكوين الثقافي لأجيال المستقبل، الأمر الذي يتطلب مراقبة الوالدين لأبنائهما لمعرفة ما يشاهدونه ويطالعونه عبر هذه الوسائل.

وأوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي أن تعلم الطفل للغة العربية في سنواته الأولى يخضع لمرحلتين، هما ما قبل وبعد التعلم المنهجي أو المدرسي، محذرا من خطورة أفلام الرسوم المتحركة «الأنمي» التي تمارس سطوتها على الطفل في المرحلتين، إذ إنه يخضع لمادة مكثفة من هذه الأفلام، ربما تكون هي المصدر الوحيد للغته، حتى تصبح المشكلة نوعية وليست عابرة، كونها تسهم في تكوين معجم الطفل.

وأضاف الوشمي: ليس من الخطأ أن يشاهد الطفل الرسوم المتحركة بأي لغة كانت، ولكن الخطأ أن تمارس هذه الأفلام دورا في تحجيم اللغة العربية على لسانه، لا سيما أن مسارات دعم اللغة عنده لا تقوم بجهدها الكامل.

وشدد على الدور المشترك بين الجانبين التعليمي والتربوي في المدرسة والأسرة، بالإضافة إلى الجانب الإعلامي، الذي يتمثل في التلفزيون وشركات الإنتاج وحرصهم على صناعة الرسوم المتحركة التي تدعم اللغة، إذ من الصعب إيجاد حل لمشكلة صنعتها أطراف عدة.

وأشار الدكتور الوشمي إلى أن مركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية يقوم بعدة مسارات لدعم اللغة العربية عند الأطفال، أهمها إقامة حلقات النقاش والمسابقات لإثراء المحتوى العربي على اليوتيوب.

وفي السياق نفسه، رأى عميد كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى، الدكتور حامد الربيعي أن الطفل في العصر الحالي لا يجد من يصغي لتساؤلاته حول كل ما يطرح من غث وسمين، واللغة تحتل الصدارة في ذلك كله، ولأن مرحلة الطفولة هي مرحلة التكوين والتشكيل في حياة الإنسان، وهي المرحلة التي يفارقها الإنسان ولا تفارقه، فمكتسباته الثقافية فيها ترسخ في نفسه وعقله حتى يصبح من الصعوبة تخليه عنها.

وأبان الربيعي أن كثرة تعاطي الطفل العربي مع أفلام الكرتون بلغة عربية أو أجنبية ضعيفة نحوا وصرفا وأسلوبا سبب في إضعاف الصلة بينه وبين روح اللغة الفصحى.

وأشار الدكتور الربيعي إلى «أن الأمر يحتاج إلى وقفة ومراجعة لننتج لأطفالنا من التسلية ما نستعين به على حفظ هويتنا واستمرارها، فاللغة أمانة والتفريط فيها جناية».

من جهته، تحدث المدرب والمستشار في العلاقات الأسرية الدكتور صالح دردير حول أثر صور «الأنمي» الثابتة، التي تنفي الاختلاف وتعمل على بث الهيئة الجميلة الواحدة.

وقال دردير: تعد أفلام «الأنمي» من البرامج الكرتونية المحببة للأطفال، وإن كان هناك بعض الغزو الفكري بشكل أو بآخر، فنجد بعضها تجسد الشخصيات بشكل جميل جدا وأنيق وجذاب فوق العادة، وربما ذلك يبعث بعض السلوكيات في شخصية الطفل، مطالبا بمراعاة ما يقدم للأطفال من البرامج التي لا بد أن تنقح، وأن تكون هناك توعية لهم وإيجاد البدائل المناسبة، إذ إن علماء النفس يؤكدون على أن أول خمس سنوات في عمر الطفل هي أهم سنوات الصقل والتأثير.

بدوره، شدد استشاري الأسرة والمجتمع، عوض الجمعي على ضرورة ضبط الترويج لأفلام الكرتون عبر الأقراص المضغوطة «سي دي» ، التي يقوم بتسجيلها بعض ضعاف النفوس ثم بيعها في بعض الأسواق، إذ تأتي الخطورة من أن بعض القنوات التي تسجل منها تلك الأفلام بعيدة عن الرقابة الأبوية، أو تخاطب مجتمعات ليست لها خصوصية المسلمين، فتأتي مليئة بالمناظر الخادشة للحياء والمفسدة للأخلاق.

ودعا الجمعي أصحاب الفضائيات العربية إلى منع بث المواد التي تؤثر سلبا على الأطفال، والاستعانة بالجهات الدولية التي تمنع بث هذه الأفلام كاليونسكو أو حقوق الإنسان.