منى سالم باخشوين

«بكيني» يا «بوركيني»!

السبت - 27 أغسطس 2016

Sat - 27 Aug 2016

«البوركيني» زي ترتديه النساء اللاتي يرغبن في المكوث على شاطئ أو حمام سباحة في دولة غربية أو شرقية يرتدي فيها النساء عادة «البكيني» إذا ما رغبن في السباحة أو الوجود على الشاطئ. ولكن البوركيني هو زي سباحة يغطي جسد المرأة وشعرها فتسبح دون أن يرى ما لا تريد أن يرى من جسدها.



بالطبع سمعت ورأيت وقرأت عزيزي القارئ ما حدث خلال الفترة القصيرة الماضية في بعض المدن الفرنسية من منع واحتجاج من أصحاب القرار في هذه المدن ضد ارتداء النساء للبوركيني في هذه المدن عند الوجود في أماكن السباحة. بعضهم قال إن في ارتداء المرأة لهذا الزي في أماكن السباحة العامة والشواطئ إساءة للذوق العام وبعضهم قال هو نوع من الاستفزاز من المرأة المسلمة لغير المسلمين -ولا أدري ما الاستفزاز في ذلك-!! وربما البعض منهم قال إنها قد تخفي أسلحة أو متفجرات تحت ذلك البوركيني.



ولو أن التي ارتدت البوركيني هي امرأة من دولة غربية لا تدين بالإسلام وارتدته لتحمي بشرتها من أضرار أشعة الشمس أثناء وجودها صيفا على الشاطئ فهل كان سيتم منعها من ذلك أو الوقوف ضدها؟ ربما كان سيحدث معها نفس ما حدث مع المسلمات، ولكن، أليست هذه الدول حكومات وأفرادا ترحب بكل ما فيه تأييد للحريات الشخصية؟ أين ما يثبت ذلك إن كانوا يمنعون سيدة أو فتاة من أن تفعل ما يضمن لها حماية جسدها من أشعة شمس أو عيون متطفل، وتفعل ذلك بطريقة أنيقة لا تؤذي أي ذوق عام؟ ما المشكلة؟



السيدة التي قامت بتصميم البوركيني هي مسلمة من أصل لبناني حسبما قرأت عنها وتحمل الجنسية الأسترالية وقد قامت بتصميمه وبيع كميات كبيرة منه في أستراليا ودول أوروبية منذ عام 2005، فلماذا تتم محاربة هذه الحرية الآن؟



أنا ضد أن أبدو كامرأة مسلمة ترتدي حجابا يستر ما يجب ستره من بدنها، أن أبدو في أي مكان عام أكون فيه هنا أو هناك بشكل مستفز من ناحية الملابس أو التصرفات.



عندما نكون موجودين في ما يخص الآخرين من حريات كوجودنا في الشارع أو أي أماكن عامة فعلينا احترام حرياتهم كذلك وعدم الإساءة إليهم ولو حتى بما قد يستفزهم عندما ينظرون إلينا.



ولكن أن تصادر حريتي في أن أستر جسدي دون أن أتسبب في أي تشويه لمظهر عام، فذلك بالتأكيد تجاوز ضدي وتعسف وتعصب وكثير من صفات سلبية لا تؤدي إلى الشعور بالسلام ولا الرقي حضاريا فكرا وتصرفا، وتكشف مثل هذه المصادرة لحريتي كامرأة تنتمي لدين كالإسلام أن من يقوم بذلك ضدي هو قاصر فكرا وحضارة.



قد يقول أحدهم: ما الداعي أصلا لوجود امرأة على شاطئ عام وهي ممن يرتدين زيا ساترا؟ من باب أن الأفضل لها تجنب ذلك وكفى. وقد أقول: وما الذي يمنع من أن تعيش هناك بصفة دائمة من التواجد حيثما تريد بالشكل الذي لا يسيء لأحد وبحريتها في المظهر متسترة أو لا؟



[email protected]