دخيل سليمان المحمدي

كفى هياطا بحملها

الجمعة - 26 أغسطس 2016

Fri - 26 Aug 2016

حضرت ذات يوم إحدى المناسبات الاحتفالية، ولفت نظري ذلك الشاب الذي لم يخط شاربه والذي ترّس صدره بسلسة من الذخيرة الحية بحزام أو بما يسمى (جراب) المسدس، تشاهده وكأنه إحدى المدرعات القتالية في ساحات الوغى، يمشي ولا يستطيع الانحناء ربما لحالة نفسية أو ربما أثر عليه شد الحزام على صدره، وفي وسطه حيث ترى المسدس (الفرد) بجانبه الأيمن.



مضت الساعات الأولى من الحفل وأنا أراقبه لا شعوريا واقتنعت أخيرا بأن الحزام ربما يكون للزينة فقط، ارتحت قليلا بهذا الاقتناع الموقت، وما هي إلا لحظات حتى بدأت الأصوات تتخالط، وذهب الجميع استنفارا إلى البوابة الرئيسية بخطى متسارعة، وإذا بدوي طلقات النار المتكررة المزعجة تصدح في سماء الحفل، ذهبت فضولا لأشاهد ماذا حدث هناك، فإذا بعيني تقع على ذلك الشاب مرتعدا موجها مسدسه إلى السماء وعلامات الخوف على محياه، ويداه ترتجفان وكأنه أصيب بمرض الرعاش، لا يستطيع التركيز بتوجيهها. ما الذي أجبرك أن تعيش هذه اللحظات أيها الفتى؟



للأسف الشديد أصبح حمل السلاح أمرا يتنامى وينمو واضحا في مناسباتنا العامة، وشاهدته أيضا في العديد من المناسبات المسجلة والمنقولة على شاشات القنوات، تشاهدهم يتراقصون متحزمين بالذخائر بين أفواج الحاضرين.



هذه الظاهرة لها ما تمثله من مخاطر كبيرة قد تؤدى إلى إصابات أو وفيات بين الحضور، وقد تمثلت في العديد من الحوادث التي راح ضحيتها أبرياء لا دخل لهم سوى الحضور للاستمتاع بساعات الفرح مع الأهل والأحباب، مما تسببت في تحويل تلك الأفراح إلى أتراح، وانتقل أصحاب الحفلات من منصات التهنئة إلى المحاكم بسبب تهور شاب مراهق أو آخر لم يقم لحجم الكارثة التي ألقاها على أهله أي حساب.



الكل يعلم أن من شروط منح الترخيص واقتناء السلاح الشخصي التوقيع على إقرار بالموافقة على اشتراطات منح الترخيص، والتي من ضمنها عدم حمله في الأماكن العامة، ويقتصر حمله في أوقات معينة كالسفر الطويل على الطرقات، أو في الحالات التي يخشى فيها على نفسه وأهله أمنيا وبالتالي فإن حمله في الأماكن العامة كمواقع الاحتفالات العامة، واستخدامه يعد أمرا مخالفا للأنظمة التي وضعتها وزارة الداخلية، ومن يضبط في مثل تلك الحالات سيعرض نفسه للمساءلة وإيقاع العقوبات عليه. حيث إن حصول المواطن على تصريح حمل سلاح لا يعني حمله كلما أراد هياطا.



ظللنا نشاهد الأسلحة بأيادي مراهقين بين الآلاف من الناس، الأمر الذي جعل أرواح الناس على كف عفريت وسهلت للشيطان مهماته، لذا أتمنى بأن يوضع حد لهذه المهازل، وأن لا يقام أي حفل أو مناسبة إلا بموافقة من إمارة المنطقة، على أن تكون هناك حراسة أمنية مشددة تمنع حمل الأسلحة وعدم دخول من يحمل صدرا مدرعا بالذخيرة.