الطفل زينة الحياة

الخميس - 18 أغسطس 2016

Thu - 18 Aug 2016

ليس هناك ما هو أقسى وأبشع من اضطهاد طفل!

إن روحا بريئة أسكنها الله جسدا غضا هي أولى بالحب وبالرعاية والحماية. وما يقوم به البعض من حبس طفل أو تجويعه أو تكرار إهانته أو التحرش به أو جعله غرضا ونقطة استهداف في المشكلات، إنما يدل على نقص إيمانهم واعتلال نفوسهم وعقولهم.

فالطفل بيننا طير بلا أجنحة، وملاك في صورة بشر وهو رحمة مهداة من الرحمن الرحيم، فكيف يمتهن البعض هذه الهدية ولا يؤدي شكرها بل يتعدى ذلك إلى إتلافها! لعمري إن في ذلك لكفرانا لهدية المهدي سبحانه وحرمانا للنفس من زينة دنيا لا عوض لها.

فحين يختصنا الله في الدنيا بباب رحمة وهم الأطفال فكيف نوصد هذا الباب!

بل إن من كرمه سبحانه أن جعلهم رحمة لعباده في الدنيا والآخرة فقد جعل من مات منهم دون سن التكليف في روضة مخضرّة فيها من كل لون الربيع وارتضى لهم الأمن في كنف إبراهيم عليه السلام إلى لحظة شفاعتهم لآبائهم وأخذهم بأيديهم إلى الجنة.

إن من يسيء إلى الطفل بحرمان متعمد أو تقصير بيّن، يجب أن يضعه المجتمع في دائرة الرقابة ويأخذ على يده كيلا يتمادى، كما على جهة حقوق الطفل أن تفعّل من نشاطها وتقدم نفسها كجهة ثقة في مواجهة مشكلة تعنيف الأطفال وأن تعرّف برقمها الهاتفي لاستقبال الحالات المعنفة في الأحياء والمدارس والأندية حتى يطمئن إليها المجتمع ويرتدع من تسول له نفسه بالاعتداء على الأطفال، لأنه لا يفعل ذلك الفعل إلا جبان خوان، أعطي أمانة فضيعها، ومنح عطية فلم يشكرها، وامتحن في صبره فضج وبغى، وتجبر على ضعيف وطغى. فالطفل أبدا ليس بالطرف الكفؤ لمواجهة بالغ شرس أو ولي أمر متسلط. أعلى ضعيف بريء يُظهر ذاك قوته ويُجرب قهر سلطته!

لقد حرّج النبي صلى الله عليه وسلم حق الضعيفين المرأة واليتيم، واليتيم يظهر فيه احتياج الطفولة وانكسار اليتم معا. ولعل في حديث (اعلم أبا مسعود أن الله أقدر منك على هذا الغلام) ما يهز الوجدان تجاه الضعيف من البنات والغلمان.

وتطم الطامة وتحل اللامة حين يكون مصدر الإهانة والاضطهاد الوالدين اللذين يفترض أن يكونا عالما من الأمن والعطف والكرامة والإشباع الجسدي والعاطفي لأبنائهما.

ولا ينبغي أن نخلط التهذيب بالتعذيب ولا الإفهام بالإيلام، فما كان الرفق في شيء إلا زانه ولعل الرفق في تربية الطفل من أكمل الزين ومن تمام الدين.

فسلمت يدٌ تحسن إلى الطفل وتهذبه، وتبت يدٌ تعذب الطفل وترهبه.