فواز عزيز

لو كنت وزيرا للإسكان ماذا تفعل بـ«هادرين»؟

تقريبا
تقريبا

الاثنين - 08 أغسطس 2016

Mon - 08 Aug 2016

من الطبيعي أن تقف إلى جانب بني جلدتك وتناصرهم، لكن أحيانا تكون «عنصريا» وتمارسها ضد «الغير»؛ فتكتشف لاحقا أن هذا «الغير» يخدمك أكثر ممن «تتعنصر» لهم ومن أجلهم..!

حاول ألا تتسرع في اتخاذ قراراتك، لكيلا تندم عليها.. فمن المحرج أن يتسبب تسرعك بكره «إنسان» قبل أن تدرك أنه يجتهد من أجلك..!



تسرعت وكرهت «الإنسان الآلي» أو ما يسمى بـ»الروبوت» وربما مارست «العنصرية» ضده، حين قرأت خبرا عن دراسة اقتصادية وضعت تصورات مستقبلية حملت توقعات بأن يتعرض نحو 7 ملايين شخص من البشر لخسارة وظائفهم لصالح «الروبوتات» بحلول عام 2020م..!



وأشار الخبر الذي كان صادما لنا في ظل ما يعانيه البشر من بطالة، إلى أن من أبرز الوظائف التي سيزاحم الروبوت عليها البشر، وظائف: «كاتب، إداري» بنحو 5 ملايين وظيفة، ووظائف في القطاع الصناعي تقدر بمليون ونصف المليون وظيفة، وكذلك وظائف في قطاع البنوك.



كرهت «الإنسان الآلي»؛ لأنه سيزيد «البطالة» بين البشر لصالح الآلة، لكن أمس انقلب «الكره» محبة؛ حين قرأت خبرا مفرحا بخصوص «الإنسان الآلي»، الذي يبدو أنه استشعر غضب البشر منه فحاول تحسين صورته، أو أنه استغل عجز أصحاب «الفكر» عن حل أزمة السكن!



يقول الخبر المفرح إن «الروبوت» يسابق الزمن في الهيمنة على شؤون الحياة البشرية، فقد أصبح بإمكانه بناء منزل كامل في يومين فقط، والأجمل أن مبتكري «الروبوت» أكدوا أنه لن يسحب البساط من تحت عمال البناء من البشر.



ويسمى هذا الروبوت الجديد «هادرين أكس» وابتكرته شركة أسترالية أنفقت عليه نحو 6 ملايين دولار خلال 10 سنوات، وسيحتاج عاما إضافيا ليدخل الأسواق العالمية.



(بين قوسين)



البشر لم يستطيعوا حل أزمة السكن لدينا، رغم تنوع الوزراء والمسؤولين واختلاف «فكرهم»، ورغم تعدد المؤسسات الحكومية المسؤولة عن الإسكان وتغير مسمياتها، حتى أصبحت سيرة «الإسكان» فقط على كل لسان..!



ربما سنصبح مستقبلا بحاجة إلى «الإنسان الآلي» الذي لا يمتلك «فكرا» أكثر من حاجتنا إلى «مسؤول بشري» يمتلك «فكرا» ولا ينتج، وحتى لو لم ينجح «الروبوت» في حل «أزمة السكن» فلن يعقدها أكثر كما فعل البشر، ولن يزعجنا بتصريحاته لأنه بلا «لسان»..!