قراصنة الانترنت يهددون مستقبل عملة بيتكوين والدفع الالكتروني

الجمعة - 05 أغسطس 2016

Fri - 05 Aug 2016

كان أول ظهور للبيتكوين في 2009 كأول عملة الكترونية مبشرا بعصر جديد من الاقتصاد الذي تقوده قاطرة التقنية حول العالم بعد أن قدمت نفسها للأسواق العالمية كعملة بديلة ووعاء مغر للاستثمار، حتى تخطى سوقها العالمي 80 مليار دولار.



إلا أن التجربة العملية لتلك السوق أظهرت العديد من نقاط الضعف التي تهدد استمرارها، بعد أن وصمت بأخطر ما يمكن أن توصم به سوق على الإطلاق وهو عدم الأمان. فكانت خاصية عدم التتبع للعملة أحد الضربات التي وجهت لها وكانت سلاحا ذا حدين، ففي الوقت الذي ساهمت في جذب المزيد من رؤوس الأموال لتلك العملة كانت مصدرا رئيسا للقلق فيها، حيث فتحت المجال واسعا لغسيل الأموال والاستخدامات غير القانونية، بجانب عدم القدرة على تتبع لصوص الأموال. وبات قراصنة الانترنت الخطر الأكبر الذي يهدد بإنهاء تلك السوق إلى الأبد، إلى جانب تهديدهم لسوق الدفع الالكتروني بشكل أعم. وبات تطوير مئات البرمجيات الخبيثة لسرقة البيتكوين أو لاختراق وسائل الدفع الرقمي بالمئات يوميا أمرا معتادا لدى الشركات العاملة في مجال الأمن الالكتروني.



فقبل يومين تعرضت منصة تبادل العملات الرقمية Bitfinex في هونج كونج لسرقة نحو 120 ألف وحدة من العملة بيتكوين. وتقدر قيمة المسروقات بنحو 72 مليون دولار أمريكي، وقد هزت هذه السرقة، والتي تعتبر ثاني أكبر خرق أمني لمثل هذه المنصات الخاصة بالتبادل.



وسبق أن تمكنت مجموعة من قراصنة الانترنت من سرقة ما يعادل 1.3 مليون دولار أمريكي من البيتكوين، من خلال اختراقهم لموقع inputs.io وهي خدمة تتيح لمستخدمي العملة الرقمية تخزينها في محافظ الكترونية.



وقد صنفت عملة بيتكوين بأنها الاستثمار المالي الأكثر سوءا في 2014، وذلك بعد الانخفاض الشديد الذي شهدته قيمة العملة، حيث خسرت قرابة ثلث قيمتها.



وتعد منصة Bitfinex أكبر بورصة في العالم قائمة على عملة البيتكوين، وتعرف في أوساط مجتمع العملة الرقمية بامتلاكها لسيولة كبيرة من زوج العملة بيتكوين/‏‏ دولار أمريكي.

وأشار مدير المجتمع وتطوير منتجات منصة Bitfinex إلى أن السرقة الأخيرة والتي قدرت بـ 119756 بيتكوين استهدفت حسابات المستخدمين.



وقالت الشركة إنها أبلغت سلطات إنفاذ القانون عن السرقة التي حصلت، وأنها تتعاون مع أكبر الشركات التحليلية والمتخصصة بالتعامل بالعملة الرقمية لتعقب القطع المسروقة.



وكانت منصة Bitfinex قد أعلنت في العام الماضي عن وجود علاقات عمل تربطها مع منصة بيتجو BitGo الآمنة للتعامل بتنقيات العملية الالكترونية الواقعة في آلتو بالو، وتستخدم المنصة تواقيع أمنية متعددة لتخزين ودائع المستخدمين على شبكة الانترنت.



ويأتي هذا الاختراق الأمني بعد مرور شهرين على صدور أمر من لجنة تداول العقود الآجلة الأمريكية ضد منصة Bitfinex يجبرها على دفع غرامة بقيمة 75 ألف دولار، وذلك بسبب تقديمها معاملات تبادل سلع غير مشروعة وتمويلها من عملة بيتكوين وعملات رقمية أخرى.



وتسبب الاختراق في تراجع أسعار بيتكوين، وتذكر هذه الحادثة بالمشكلة التي أدت في 2014 إلى انهيار منصة التبادل والصرف Mt Gox التي يقع مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو، والتي قالت بأنها فقدت ما قيمته نحو 500 مليون دولار في هجوم قرصنة.



وتراجعت قيمة بيتكوين بعد إعلان نبأ السرقة الأخيرة الثلاثاء الماضي بنسبة 23%.



ويعد هذا الخرق الأمني هو أحدث فضيحة تضرب سوق بيتكوين في هونج كونج، وذلك بعد أن تورطت منصة MyCoin في العام الماضي في عملية نصب واحتيال.



وأشارت وسائل الإعلام إلى خداع منصة MyCoin للمستثمرين بما يصل قيمته إلى 387 مليون دولار، ولتغلق منصة تداول البيتكوين لاحقا بعد هذه الفضيحة.

الأكثر قراءة