زويل.. كيمياء السياسة التي غيبها الموت

الأربعاء - 03 أغسطس 2016

Wed - 03 Aug 2016

يبدو أن أحمد زويل، الهرم المصري الذي غاب عن المشهد أمس الأول؛ كان بحاجة إلى الحديث بأحرف كبيرة عن السياسة التي وجد نفسه بين أروقتها بلا إرادة، لكنه كان حديثا مختلفا، كأبحاثه التي فتحت آفاقا جديدة للعالم أجمع.



كان زويل عالم الكيمياء العربي المسلم الأول الذي حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في مجاله، ثم جائزة نوبل، ثم خلد اسمه في لوحة الشرف الأمريكية بجوار ألبرت أينشتاين وألكسندر جراهام بيل؛ كان مسكونا حد الوجع بهموم مصر، ذلك الوجع الذي أقحمه في ميادين السياسة الصفراء، وعوالمها المضحكة المبكية، حتى اضطر غير مرة إلى إعلان براءته من كل ما يحلم به السياسيون.



زويل الذي أعلن صراحة بأنه «ليس لديه أي طموح سياسي.. وأنه يريد أن يموت وهو عالم» حقق أمنيته أمس، بعد أن غادر الحياة بعمر ناهز الـ70 عاما، وهو كما هو، عالم الكيمياء العريق وحسب.



رحل زويل قبل أن يسقط في وحل الاستقطابات التي تشهدها عوالم السياسة، وسؤاله حول مستقبل مصر، ومعادلته التي تجيب عليه، باقيان في مقالته التي نشرتها صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» 2013م حين قال «المسرح السياسي في مصر مليء بالأحداث الدرامية»، متسائلا «إلى أين تذهب مصر؟».



ومجيبا في المقال نفسه عن تلك المعادلة التي تفتح آفاق الاستقرار لكل دولة تنشده، وليس مصر فحسب.



تحدث زويل عن الحوار الذي يقود إلى الشراكة الوطنية، وقيمة الدستور الذي يشعر الناس بالأمان، واستقلالية القضاء التي تقود إلى العدل. مؤكدا أن تحقيق ذلك سيقود إلى الاستقرار ودفع الناس إلى الاهتمام بالنمو الاقتصادي.



فكك زويل برؤيته المختلفة عقدة القيم والأيديولوجيا، التي يجيد استغلالها السياسيون عادة، تحدث صراحة عن شعب مصر المتدين «بطبعه» وعن مدنيته التي تطبع بها، وكيف تكون حياته مستقرة بتلك القيم، دون أن تقيدها الأيديولوجيا.



كان حديث زويل السياسي كمعادلات الكيمياء، موزونة ومتفاعلة، ولا تتجاهل كل العناصر مهما اختلفت، بل تراعيها لأنها تلعب دورا مهما كان حجمها.

الأكثر قراءة