موفق النويصر

المخالفات ليست سرعة وقطع إشارة فقط

شيء يبقى!
شيء يبقى!

السبت - 30 يوليو 2016

Sat - 30 Jul 2016

من يشاهد فوضى شوارعنا المرورية، والحلول المتبعة لعلاجها، يعتقد أن قاموس مخالفات مرورنا العزيز لا يحتوي سوى على السرعة المفرطة وقطع الإشارة.

وهما مخالفتان وإن اتفقنا على خطورتهما، إلا أنهما لا تعكسان خطورة باقي المخالفات، مما جعل السير في أحد شوارع مدينة مثل جدة أشبه بالسير وسط حقل ألغام، لا تعلم أيها سينفجر فيك أولا.

عزيزي المرور، إن نشر كاميراتك عند التقاطعات الرئيسية وبعض الطرق السريعة لن يعالج مخالفات التفحيط وعكس السير أو الدوران لليمين من أقصى اليسار والعكس أو الحديث بالجوال أثناء القيادة أو الوقوف المزدوج أو الدوران بالصعود فوق الرصيف أو رمي المخلفات من الشباك أو القيادة المتهورة وتجاوز السيارات بطريقة غير نظامية أو القيادة بدون تأمين أو السماح للصغار بقيادة السيارة أو جلوسهم في حجر السائق أثناء القيادة أو عدم ربط حزام الأمان أو السير بالمركبة وإضاءاتها عطلانة أو مزاحمة السيارات داخل الميادين أو السير خارج الخط الأصفر أو الإصرار على عدم مرور المركبات القادمة من الخلف وغيرها من المخالفات.

وهنا دعني أسألك، كيف ستتمكن من منع هذه المخالفات دون انتشار رجالك في الشوارع أو انشغالهم بجوالاتهم داخل مركباتهم، أو بدون مساندة الكترونية ككاميرات المراقبة (CCTV) التي تغطي شوارع بريطانيا، أو الأخرى الجوالة التي تجوب شوارع الصين، أو بالموظفين الراجلين التابعين للشركات الخاصة كما في أمريكا.

لقد تسبب غياب رجالك عن المشهد اليومي في هذه الفوضى، وأصبح إيجاد أحدهم عند الحاجة إليه أشبه بمحاولة اصطياد البوكمون في مجمع تجاري. لذلك إن لم تعالج هذه المسألة وبشكل جذري، سنظل ندور في نفس الدائرة اللا منتهية من الفوضى المرورية.

يبقى القول، لسنا بحاجة لإعادة اختراع العجلة من جديد، فليس أسهل من استحضار القوانين المنشودة من الدول المنضبطة مروريا وتطبيقها بالكامل دون «سعودتها»، إذا أردنا قيادة آمنة وشوارع مأمونة.

@alnowaisir