العامري.. كاتب لحبره رائحة البحر

ملامح
ملامح

الجمعة - 29 يوليو 2016

Fri - 29 Jul 2016

u0639u0645u0631u0648 u0627u0644u0639u0627u0645u0631u064a
عمرو العامري
بهدوء أمراء البحر، يتحدث الأدميرال المتقاعد الروائي عمرو العامري عن حياة البحارة فيقول: ربما لأسباب لها علاقة بالملل وتشابه الأيام وبعد الأحباب، أو لأسباب أخرى كنا نسمعهم في الليل وهم يتحدثون بلغة البحارة المليئة بالبذاءات أحيانا وكأنهم ينتقمون من الحياة، الغريب هو أننا لا نعرف أماكنهم على الماء، قريبون منا أو في محيطات بعيدة، لكننا أحيانا نتسمع إليهم على قناة الاتصال الدولية المفتوحة ونضحك.

بهذه الكلمات يحكي العامري لـ «مكة» عن روايته «مذكرات ضابط سعودي»، ويضيف: كان ليل البحر على الدوام جميلا وغامضا، والقمر المكتمل في البحر دعوة للجنون أو حتى التفكير في العصيان. الدلافين كائن لطيف جدا، تتحرك في أسراب وتقترب منا، وتمارس استعراضاتها باحترافية جميلة.

ويستطرد حاكيا عن حياته في البحرية: مضى زمن الماء والبحر، لكني ما زلت أسمع وأرى شغب النوارس حول قوارب الصيادين حين ينزعون شباكهم من البحر، والنوارس تتخطف الأسماك النافقة. سأظل أتذكر أن أجمل أيامنا كانت في الخليج، المكتظ والمأهول، يكاد يكون شارعا من الماء، ولم نكن وهو يحملنا في أمواجه بالبعد، والمدن قريبة ترى أضواءها من الساحل، والجزر متناثرة وأضواء المنصات النفطية تضيء ليله، إضافة إلى سفن النفط الضخمة، الخليج كان حميما وغير عميق.

ويقول: لا أعرف كيف هي مياه الخليج الآن، لكني على يقين أن التلوث النفطي قد لوث كل شيء، وأن التعدي على الشواطئ وردمها واجتثاث غابات المنقروف قد قضى على كثير من الحياة فيه، وأنه سيصبح صحراء مائية خالية من الحياة والمحار، ومن أشرعة الصيادين التي تكسر وحشة الزرقة.

وفيما يخص نشاطه الثقافي والكتابة الروائية يعترف العامري: أحببت القراءة قبل أن أطفو على الماء، كنت أتخطف الكتب من حيث أجد، لكن الإبحار وهبني الوقت ومساحات التأمل، وعبر الزمن الساكن أعني أيام الإبحار الطويلة ما من شيء كنت أفعله سوى القراءة، وأنا مدين لتلك الزرقة بتكويني المعرفي وبالحفاظ على هاجس القلق داخلي، هاجس البحث عن ما وراء الأسماء والعناوين.

الأكثر قراءة