4 معابر لتفريغ حلب من المقاتلين تعيد سيناريو تدمير حمص

الجمعة - 29 يوليو 2016

Fri - 29 Jul 2016

أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أمس بدء «عملية إنسانية واسعة النطاق» في حلب شمال سوريا، تشمل إقامة ممرات للمدنيين والمقاتلين المستعدين للاستسلام.

وبعدما أشار إلى «وضع إنساني صعب» في المدينة المحاصرة منذ 7 يوليو، أوضح شويجو أن 3 ممرات إنسانية ستقام مع القوات السورية «للمدنيين والمقاتلين الراغبين في الاستسلام فيما سيفتح ممر رابع سيفتح في الشمال على طريق الكاستيلو لعبور المقاتلين من الجيش الحر وهم يحملون السلاح»، مؤكدا أن هذه العملية بدأت أمس 28 يوليو، مشيرا إلى أنه يتحرك بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان فتح 4 معابر إنسانية، وأن طائرات مروحية ألقت منشورات توضح خريطة المعابر الأربعة، التي فتحتها قوات النظام لإخراج المدنيين.

كما ألقت طائرات مروحية وجبات طعام صغيرة مكتوبا عليها باللغة الروسية، وحفاضات للأطفال على مناطق بأحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وبالتزامن أصدر الرئيس بشار الأسد أمس مرسوما تشريعيا يقضي بمنح عفو «لكل من حمل السلاح» وبادر إلى تسليم نفسه للسلطات القضائية خلال 3 أشهر.

من جهتهم، أكد مراقبون أن خطة فتح معابر في حلب، هي إعادة لسيناريو عملية التغيير الديموجرافي في حمص. وتعرضت حمص منذ أشهر لحملة تهجير طائفي وتغيير ديمجرافي، للمدينة التي كانت تمثل حصنا للتنوع والوحدة الوطنية السورية، ما أدى إلى تدمير 13 من أحياء المدينة ومنها أحياء بابا عمرو والخالدية وبابا السباع والقصور وكرم الزيتون، ولم يتبق سوى بعض أحياء تقطنها غالبية من السنة مثل الغوطة والإنشاءات والوعر.

ولم يقتصر التهجير على حمص المدينة، فقد شمل ريفها كمدن القصير وتل كلخ والقريتين، بينما يشهد ريفها الشمالي حملة قصف عنيفة وحصارا منذ سنوات. كما نفذ النظام عشرات المجازر التي حملت صبغة طائفية، مثل مجازر الحولة والصفصافة والرفاعي.

في المقابل، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس النظام السوري وحليفته روسيا باستخدام أسلحة عنقودية محظورة على نطاق واسع في هجماتهم ضد مسلحي المعارضة في سوريا. وقالت المنظمة غير الحكومية التي يوجد مقرها بنيويورك إنها وثقت 47 استخداما لأسلحة عنقودية منذ 27 مايو «أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في 3 محافظات».

وأضافت أن عددا كبيرا من الهجمات وقع شمال حلب وغربها، أثناء محاولة القوات الروسية والسورية محاصرة فصائل المعارضة.

وطالب أوليه سولفانج نائب مدير قسم الطوارئ في «هيومن رايتس»، «الحكومة الروسية التأكد فورا من عدم استخدام قواتها أو القوات السورية لهذا السلاح».

وتطلق الذخائر العنقودية من الأرض بواسطة المدفعية والصواريخ أو من الطائرات، وتحتوي على ذخائر صغيرة. كما أن نحو 30% منها لا تنفجر عند ملامسة الأرض.

في غضون ذلك، قرر زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني فك ارتباط الجبهة في سوريا عن تنظيم القاعدة، وفق ما أعلن في خطاب تلفزيوني مسجل لقناة الجزيرة أمس. وقال في أول ظهور علني «قررنا إلغاء العمل باسم جبهة النصرة وإعادة تشكيل جماعة جديدة تحمل اسم جبهة فتح الشام، ليس لها علاقة بأي جهة خارجية».

وجاء القرار بعد إعلان لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بإمكان الجبهة فك ارتباطها مع التنظيم للحفاظ على وحدته.