فواز عزيز

أطفال سكارى.. وآباء يضحكون

تقريبا
تقريبا

الأربعاء - 27 يوليو 2016

Wed - 27 Jul 2016

عنوان المقال هو مختصر ما قصده «أب» حين صور أطفاله، ليَضحك ويُضحك العالم عليهم، بعدما تركهم في «فندق» فشربوا «المشروبات الكحولية» التي في الثلاجة كما يقول «الأب»، وإن كانت القصة حقيقية فتلك مصيبة، وإن لم تكن حقيقية وكانت مجرد تمثيل فالمصيبة أعظم..!

من يحمي «الأطفال» من أولياء أمورهم..؟

عندما يصور «أب» أو «أم» صغارهما أثناء بكائهم أو بعض تصرفاتهم الشخصية وينشرون الفيديو حتى لو كان على نطاق الأقارب والأصدقاء؛ لإضحاكهم، فهما لا يحترمان نفسيهما، ولا يعرفان معنى «الأبوة والأمومة» وأساليب «التربية».. وبالتأكيد يحتاجان إلى دورة في التربية ليكونا صالحين لأداء مهامهما النبيلة.

ربما كان يمكن أن يظن بعض الآباء والأمهات أن تصويرهم لأطفالهم لن يتجاوز «قروب» العائلة على «الواتس اب» سابقا، لكني لا أظن أحدا ـ اليوم - يجهل أن ما يدخل «الواتس اب» و»السناب شات» لن يقف عند حدود محددة من الخصوصية الأسرية، ولا أظن أحدا يجهل أن ما يخرج من جواله لن يستطيع السيطرة عليه لاحقا.

هل أصبح أطفالنا بلا قيمة في قلوبنا إلى درجة أننا بكل بساطة نحول تصرفاتهم إلى فكاهة للعالم؟ وهل قلوبنا بلا رحمة إلى درجة أننا بدل أن نواسي أطفالنا ونخفف عنهم ونعلهم، نبحث عن الهاتف لنوثق بكاءهم وتصرفاتهم الخاطئة حتى لو كانت بسببنا؛ ليضحك عليهم العالم ويضحكوا علينا بعد ذلك..؟

إذا لم يحترم «الأب» أطفاله فلن يحترمه غيره.. وإذا كانت «الأم» هي أول من يسيء إلى أطفالها، فكيف سيدافعان عنهم حين يسيء إليهم الغير في المدرسة أو الشارع أو الحديقة..؟

كنا سابقا ننتقد تصرفات بعض المعلمين لعدم احترامهم الطلاب ونشرهم لفيديوهات تصرفات وردود أفعال طلابهم؛ وكنا نطالبهم بأن يعتبروا هؤلاء الطلاب مثل أطفالهم، لكن الحقيقة أن المعلم لن يكون أحرص من الأب والأم على أطفالهما.

إذا كنا متفقين على أن المعلم الذي يسيء إلى طلابه بتصويرهم يحتاج إلى عقاب، فماذا نقول عن الأب الذي يمارس نفس الجريمة بحق أطفاله..؟!

هل يدرك هؤلاء الآباء أن فيديوهات أطفالهم ربما تكون عارا يلاحق الأطفال مهما كبروا وتعلموا..؟!

(بين قوسين)

قصص الحياة بـ»حلوها ومرها» جميلة في ذاكرة البشر، لكنها تصبح قبيحة إذا انتقلت إلى ذاكرة الهواتف.