بسام فتيني

اكتتاب شركة العقول البشرية

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاثنين - 25 يوليو 2016

Mon - 25 Jul 2016

بعد دراسة مستفيضة بيني وبين نفسي، وهي دراسة غير مدققة ولا تعتمد على أي بيانات دقيقة أو إحصائيات مقننة أو مصادر معلوماتية موثقة، اكتشفت التالي: إن عقولنا البشرية تتشابه كثيرا مع أنواع المؤسسات والشركات التجارية، فهناك المؤسسة الفردية ويقابلها العقل الفردي وهو يمثل الأشخاص من نوع (حالهم حال نفسهم)، لا يتكلم في سياسة ولا كورة ولا يفتي ولا يسمع لأحد وبالعامي كده درويش، وهذه الفئة تجدهم دائما في البيت ولا يخرجون من صومعتهم، وبيتوتيين.

وهناك شركة ذات مسؤولية محدودة ويقابلها العقل البشري الذي لا يهتم إلا بشيء واحد، يعني يشجع الاتحاد خلاص الله يعين اللي يكون عايش معه! فصالون بيته أصفر والستائر سوداء، ولا يتكلم إلا عن الاتحاد، وعنده أحسن شخص في الدنيا والبطل القومي بالنسبة له هو محمد نور، وهذه الفئة تجدهم عادة في القهاوي ويعلقون شعار الإتي في سياراتهم!

وهناك المؤسسة الفردية ويقابلها العقل الشاب، وهذه المؤسسة تأخذ وقتها (فترة المراهقة) وتقفل وما منها أي مشاكل لو تعاملنا معها (بشوية) تعقل واحتواء، وهذه النوعية تجدها في آخر سنة في الثانوية أو في المراحل الجامعية، وعادة تتأسس وتقفل بدون أي اعتراض لأنها إما تكون شركة مقفلة أو عامة بعد كده!

وهناك شركة مساهمة مقفلة وتقابلها العقول المقفلة وهذي النوعية متعبة جدا في التعامل، تقول له يا ابن الحلال هذه موظفة وفاتحة بيت من وظيفتها وهي مصدر دخلها! يقلك لا اختلاط، يا ابن الحلال وظيفتها كاشير وقدام الناس وبلباسها المحتشم، يقول لك لا اختلاط! تقوله طيب في كاشير رجل لكن المتسوقة امرأة إيش معنى كده مسموح؟ يقول لك لا اختلاط! الله يهديهم فاهمين الدنيا غلط بسبب التقفيلة العقلية، وعندهم عقدة من المرأة، أسأل الله أن يشفيهم، وهذه النوعية عادة تجدهم في بعض القنوات المغمورة والتي تصور برامجها في بيت شعر والرزق على الله، وعادة تتعرف عليهم من كلامهم بترديد عبارات التغريب والعلمانية وشوية عبارات تؤكد الحبكة التقفيلية للمخ!

وفي شركة يا عيني عليها وهي شركة المساهمة العامة، الله الله على هذه النوعية من العقول وهي العقول التي تفتح ذراعيها للكل ليكتتبوا فيها ويأخذوا ويعطوا منها وأحيانا تصرف أرباحا (إذا استثنينا شركة الكهرباء)، عقول المساهمة العامة مريحة للنفس، تتقبل الرأي الآخر تتناقش بود تتحاور برقي وأدب، قلبها مفتوح للجميع، تقبل التجديد والتطوير بما يتواكب مع العصر، تسعى لتنمية الوطن وتعلم مدى صعوبة ما سيواجهها من منافسة من الشركات (العقول) الأخرى لكنها واثقة من نفسها.

فمهما حاولت العقول المقفلة أن تجابهها فلن تستطيع لأنها مساهمة عامة يتبعها كل عاقل بالمنطق، وإن حاولت العقول ذات المسؤولية المحدودة أن تؤثر عليها لن تستطيع لأن البيضة ما تداقش حجر (مثل مكاوي قديم).

وفي النهاية يا جماعة أنتم لكم الحكم؛ من الشركة التي يمكن أن توصلنا لبر الأمان؟

أترك الخيار لكم وفي أمان الله وبلغونا إذا حصل اكتتاب.