عبدالله المزهر

أخرجوا أيديكم من رأسي!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 24 يوليو 2016

Sun - 24 Jul 2016

أخبار القتل أصبحت وجبة يومية، ويبدو أننا اعتدناها وألفناها لدرجة أن البعض ربما يشعر بشيء من الخوف من أن تتغير أحوال العالم فجأة ويعم السلام على حين غرة ثم لا نجد بعدها شيئا نتحدث عنه في مجالسنا ونستمع إلى تفاصيله في نشرات الأخبار.

بالنسبة لي ـ وهذا المهم ـ فلست قلقا حيال هذا الأمر فأنا متفائل أن السلام لن يحل بهذا الكوكب قبل انقراض المخلوقات البشرية، وهذا أمر لا يلوح في الأفق ولن أشهده حين يحدث، وإن مت ظمآنا فلا نزل القطر!

كل ما أطمح به حاليا هو أن تتغير الطريقة التي نسمع بها الأخبار وأن يكون فيها الحد الأدنى من احترام عقول المشاهدين، أحلم أن أجد قناة إخبارية أو وكالة أنباء هدفها نقل الأخبار للناس وليس غسل عقولهم.

حين وقع حادث إطلاق النار في مجمع تجاري في ميونخ الألمانية كنت أتابع قناة إخبارية شهيرة جدا، وكان مراسل هذه القناة يتحدث عن الحادث ويقول: لا نعلم حتى الآن هل الحادث عمل إرهابي أم لا؟

حسنا، مجموعة رجال يدخلون مكانا يكتظ بالمدنيين الآمنين، ويطلقون عليهم الرصاص ويقتلون عددا من الأبرياء ويصيبون عددا آخر، لكن القناة ومراسلها ما زالا يجهلان هل هذا عمل إرهابي أم إنه مباراة في تنس الطاولة!

طبعا التساؤل بصيغته الحقيقية هو: ما زلنا نجهل هل من قام بهذا العمل مسلم فيكون إرهابيا أم غير مسلم فيكون مختلا أو متعصبا أو حتى مجرد شخص أفرط في التعبير عن غضبه!

وعلى أي حال ..

حين يرتكب متطرف من داعش وأخواتها جريمة فإنها توصف بأنها عمل إرهابي، وحين يرتكبها أحد من خارج هذه المنظومة البائسة يوصف بأنه مختل أو متعصب، والخطير في هذه الفكرة أنها تعني ـ ضمنا ـ أن الداعشي غير مختل ولا متعصب ولكنه مسلم يمارس تعاليم دينه. وهذه رسالة يروج لها حتى في وسائل الإعلام العربية بغباء أو بخبث أو بكليهما معا!

[email protected]