بيت مال السعوديين..!

تفاعل
تفاعل

الخميس - 21 يوليو 2016

Thu - 21 Jul 2016

المال لله والأرض لله والحال يعلمه الله.. بيوت معمرة وأحوال مستترة، الإسكان: شعب بلا مساكن لمساكن بلا شعب! هناك من يسرق وطن، وهناك من يحتكر قوت المواطنين، وهناك من يستلم تعويضا بالملايين مشكوكا في أمره!

بعض المسؤولين المتقاعدين هم محل شك، فمن أين لهم كل تلك الثروة بعد التقاعد؟ يقال إن وجود الغنى الفاحش بجانب الفقر المدقع في مجتمع واحد يؤدي إلى الانفجار عاجلا أو آجلا ومهما طلي هذا التفاوت في الثروة بطلاء من الدين والخلق والشرف فإنه مكشوف في أعين الفقراء والمعوزين!

يكثر اللغط حول غياب بركة المال الذي نتقاضاه من سبع ساعات على الكراسي الدوارة عكس بركة الخلفة والأولاد إناثا وذكورا، فهي في زيادة وتكاثر والحمد لله، الرواتب لا تكفي الحاجة، ولا تكفي لشراء دواء غالي الثمن، ولا تكفي لإيجار مسكن، ولا تكفي لشراء ملابس وأثاث منزل، ولا تكفي لشراء سيارة نصف عمر، ولا تسد عجز الفواتير وتعرفة البنزين، وفاتورة الكهرباء الجديدة وما أثارته من جدل! ولا تكفي لجشع الطامعين الوافدين في المحلات المختلفة الذين انتشروا مثل النمل وكل بمزاجه يسعر بضاعته وصنعته!

لكن كيف يصبح الفقير ثريا في أسبوع؟ هل ينتظر تنزل عليه أموال كسرى وقيصر؟ أم يسرق هبرة كبيرة تغنيه إلى ما لا نهاية؟ وما عليه أن يتحمل العقاب وعذاب الضمير، أو يبقى يسلي نفسه بلعبة «البيكمون» وبيع البرشومي الصيفي؟!

بيت مالنا الوطني في تراجع بسبب الإنفاق وانعدام البركة. هناك هدر ليس المواطن سببه، وإنما السبب في عدم تفعيل مقولة يدا بيد نضع للهدر المالي حدا، نراه في بذخ السياح السعوديين خارجيا والهياط في الإسراف داخليا وتحويلات الأجانب المهولة، كل ذلك من هدر مال السعوديين والوطن الذي هو أولى بكل قرش يصرف، ونحن نعلم أن الشريحة الأكبر هم مواطنون درجة ثانية من ناحية الدخل والوضع المالي يعني متوسطي الدخل نزولا، وهناك فئة كبيرة بلا سكن وبلا تأمين طبي وهناك بطالة بنسبة لم تجد روح العدل والنزاهة للاعتراف بها ووضع حلولا جذرية لها.

حبة البركة لم تجد نفعا والرزق الذي يأتي بطرق موجعة يبتلعه التضخم المخيف، بينما تبارك الغلاء في كل شيء لن يجعل الحافي المنتف متوسط وقليل الدخل يجمع لأبنائه ما يمنعهم من ذل السؤال وشماتة الأعداء، ونحن نعلم أنه لا يجتمع فساد وتنمية ولا تطرف وأمن ولا ترد اقتصاديا ونهضة شاملة، كل أولئك أمور متناقضة لا تجتمع أبدأ.

ويبقى حديث الشارع السعودي والعربي عن الرؤية 2030 والتحول الوطني وقائد سفينة التغيير الأمير محمد بن سلمان وفقه الله، ويأملون فيه خيرا ويدعون له بالتوفيق.