أحمد صالح حلبي

ثقافة الحج برؤية 2030

مكيون
مكيون

الأربعاء - 13 يوليو 2016

Wed - 13 Jul 2016

وضعت رؤية 2030 برامج خاصة لقاصدي البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف، من معتمرين وحجاج وزوار، اعتمدت على «تسهيل إجراءات طلب التأشيرات وإصدارها وصولا إلى أتممتها وتطوير الخدمات الالكترونية المتعلقة برحلة المعتمرين، وتمكينهم من إثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية».

ومنحت «القطاعين العام والخاص دورا كبيرا في تحسين الخدمات المقدمة للمعتمرين، ومنها الإقامة والضيافة وتوسيع نطاق الخدمات المتوفرة لهم ولعائلاتهم ليستمتعوا برحلة متكاملة، ومن ذلك توفير معلومات شاملة ومتكاملة من خلال التطبيقات الذكية للتيسير عليهم وتسهيل حصولهم على المعلومة».

وقبل الحديث عما تناولته الرؤية من مسارات وما حددته من أهداف لتمكين ضيوف الرحمن من أداء نسكهم بيسر وسهولة والعودة لأوطانهم محملين بذكريات لا تنسى، نتوقف أمام ما ستعتزم وزارة الحج والعمرة تنفيذه من برامج تتوافق ورؤية 2030، فهي - أي الوزارة - تسعى لتطوير مستوى الخدمات والارتقاء بها، وتأمين وسائل نقل حديثة ومريحة، وتوفير كوادر بشرية مؤهلة، ومثل هذه الخطوات ليست الغاية التي ينشدها الجميع، فمن تابع حديث ولي ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يلحظ إشارته ـ حفظه الله ـ إلى أن المملكة التي تفخر بوجود الحرمين الشريفين على أراضيها، لا يوجد بها متحف إسلامي، مشيرا سموه إلى «العمل لتأسيس متحف إسلامي يبنى وفق أرقى المعايير العالمية، ويعتمد أحدث الوسائل في الجمع والحفظ والعرض والتوثيق، وسيكون محطة رئيسية لمواطنينا وضيوفنا للوقوف على التاريخ الإسلامي العريق والاستمتاع بتجارب تفاعلية مع المواد التعريفية والأنشطة الثقافية المختلفة. وسيأخذ المتحف زواره في رحلة متكاملة عبر عهود الحضارة الإسلامية المختلفة التي انتشرت في بقاع العالم، بشكل عصري وتفاعلي وباستخدام التقنيات المتقدمة، وسيضم أقساما للعلوم والعلماء المسلمين، والفكر والثقافة الإسلامية، ومكتبة ومركز أبحاث على مستوى عالمي».

وتأسيس مثل هذا المتحف بحاجة لدعم قوي قبل تأسيسه، حتى لا نفاجأ مع مرور الأيام أن زواره لا يتجاوز عددهم المئات في حين أن الحجاج يفوق عددهم الملايين.

ولذا ينبغي على وزارة الحج والعمرة كجهة مشرفة على أعمال مؤسسات الطوافة أن تسعى مبكرا للعمل على وضع برامج وخطط تتماشى مع الرؤية، ومن أبرزها دعم هذا المتحف من خلال إلزام مؤسسات الطوافة بإنشاء أقسام ثقافية وإقامة معارض دائمة داخل مقراتها كخطوة أولى، تكون مهامها التعريف بالجهود التي تقدمها الدولة لراحة وطمأنينة ضيوف الرحمن، والسماح للمؤسسات بتنظيم برامج المزارات، لتكون بديلة للبرامج العشوائية التي نراها كل عام، والتي يقوم على تنفيذها أفراد غير مؤهلين فلا هم مرشدون سياحيون معتمدون ولا هم مواطنون سعوديون، يكون هدفهم الربح المادي، ونقلهم معلومات تاريخية خاطئة، وإلزام المؤسسات عبر الأقسام الثقافية بها بتنظيم رحلات للمتاحف والمنشآت القائمة حاليا كمتحف الحرمين الشريفين ومصنع كسوة الكعبة المشرفة ومتحف الزمازمة وغيرها، مقابل مبالغ مالية تحصل عليها، ومطالبتها ببناء شراكات مع جمعية مراكز الأحياء للاستفادة من البرامج المقدمة للحجاج.

وإن أنشئت الأقسام الثقافية فأملنا أن تبنى على أسس قوية تمكنها من تأهيل الشباب للعمل مستقبلا بطموح قوي، وألا تكون مرتبطة بإدارات العلاقات العامة والإعلام، باعتبار الثانية لا دور لها سوى تلميع رئيس وأعضاء مجلس الإدارة عبر الصحف ووسائل الإعلام بكلمات وأعمال جلها غير واقعي.