تهافت مصانع الاسمنت على وقود الإطارات

الثلاثاء - 12 يوليو 2016

Tue - 12 Jul 2016

لجأت بعض شركات الاسمنت إلى حلول بديلة لتشغيل خطوط الإنتاج الجديدة من خلال استخدام الإطارات التالفة والمستعملة وحرقها مباشرة في أفران الشركة لتخفيف استخدام الوقود، خاصة بعد أن شددت وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية على عدم توفير الوقود لأي خط إنتاج جديد بالمملكة. فيما علمت «مكة» أن مناقصة بأظرف مغلقة تجري في أروقة شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني المملوكة لأمانة جدة بين هذه الشركات لشراء 10 ملايين إطار لاستغلالها كوقود لكن الرئيس التنفيذي للشركة المهندس إبراهيم كتبخانه أكد أن الموضوع ما زال تحت الإجراء وأن عملية الترسية لم تتم حتى الآن.

الجدوى الاقتصادية

وقال مسؤول سابق في إحدى الشركات المحلية «فضل عدم ذكر اسمه» إن مصانع الاسمنت تستفيد من حرق الإطارات لتخفيف استخدام الوقود، لافتا إلى أن استخدام تلك الإطارات ينتج احتراق ثاني أكسيد الكربون، ولكن بنسب أقل من استخدام الوقود المعتاد، وتابع يقول «هذا معمول به في كل العالم لكن وجوده في الصحراء يعد بحد ذاته ضررا على البيئة، مشيرا إلى أن اتجاه المصانع لاستخدام الإطارات يهدف إلى تقليل استخدام الوقود، وهذا مطلب حكومي لتقليص إهدار الوقود ومجد اقتصاديا».

تهديد البيئة

وأثارت مناقصة بيع الإطارات التالفة اهتمام ورفض المختصين في البيئة والتي وصفوها بالقاتلة تدريجيا للإنسان لسوء الطريقة التي تتم بها، حيث كشف الخبير البيئي الدكتور علي عشقي عن تصعيده خطابا لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة يوضح فيه مشكلة حرق الإطارات، ليس في جدة فقط بل في جميع مدن المملكة في الوقت الذي تشير فيه التقارير إلى أن السعودية تستورد سنويا أكثر من 13 مليون إطار بزيادة سنوية مقدارها 12% ونحو 990 ألف سيارة في العام الواحد، ليصل عدد الإطارات التي تدخل البيئة السعودية نحو 17 مليون إطار سنويا.

10 ملايين إطار بجدة

وأضاف عشقي يتراكم حاليا في «وادي العسيلة» شرق محافظة جدة أكثر من عشرة ملايين إطار، وعند حرق هذه الإطارات لأي سبب فإن جميع الغازات المنبعثة من هذا الاشتعال هي في الواقع وكما أثبتته الدراسات المختلفة غازات سامة ومسببة للسرطان لجميع شرائح المجتمع، خاصة الأطفال، وقد أثبتت الدراسات أيضا أن شخصا واحدا من كل خمسة أشخاص يصاب بالسرطان عند تعرضهم لاستنشاق الغازات المنبعثة من اشتعال الإطارات.

شعب مرجانية اصطناعية

وتطرق الخبير البيئي إلى أن حلول هذه المشكلة ليست في شراء شركات الاسمنت له، ولكن يكمن في بناء وتشييد شعاب مرجانية اصطناعية بهذه الإطارات، وقد أجريت العديد من الدراسات البيئية لدراسة جدوى هذه الشعاب الاصطناعية وأثرها على النظم البيئية، والتي أوصت بالسير قدما في بناء هذه الشعاب لما لها من آثار إيجابية على جميع النظم البيئية البحرية، ومن أهم هذه الآثار الإيجابية رفع قيم الإنتاجية أي تخليق الطعام من ضوء الشمس، وأيضا توفير ملاذ آمن لجميع أنواع الأسماك.

الغازات السامة

واختتم عشقي بما يدور عالميا حول قضية مصانع الاسمنت التي يعدها البعض قضية اختلافية بين المهتمين بالبيئة وبين رجال الأعمال المالكين لمصانع الاسمنت، ورغم ما قدمه أصحاب هذه المصانع من إثباتات وهمية أن حرق الإطارات واستخدامها كوقود ليس له تداعيات بيئية خطيرة، رغم علمهم وإدراكهم التام أن حرق هذه الإطارات تحت أي ظرف يتسبب في تلوث الهواء الجوي بالعديد من العناصر الخطيرة من الغازات المنبعثة من مداخنها، التي قد لا تحتوي الكربون الدخان الأسود، ولكن لا شك أنها تحتوي على العديد من الغازات السامة الأخرى مثل المركبات العضوية الطيارة.