الآجر يحافظ على آثار مكة المكرمة

الاحد - 03 يوليو 2016

Sun - 03 Jul 2016

ازدهرت صناعة الآجر بمكة المكرمة، ولا تزال هذه الصناعة محتفظة بأهميتها حتى وقتنا الحاضر، بالرغم من ظهور مواد بناء جديدة كالاسمنت وقوالب الخرسانة الجاهزة.



هذا ما أكدته دراسة أنجزها أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية المشارك بجامعة أم القرى الدكتور عدنان الشريف، بمشاركة أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية المشارك بجامعة القاهرة ياسر صالح في كتاب (الآجر بمكة المكرمة) الصادر حديثا عن «الاتحاد العام للآثاريين العرب».



معنى الآجر



كلمة آجر تعريب كلمة أكور بمعنى الطوب المحروق، وهو طين يحكم عجنه وتقطيعه ثم يحرق ليبنى به.

والآجر يعد من أقدم المواد التي عرفها الإنسان والبناؤون قبل استخدام قوالب الطوب الأحمر والأبيض، إذ كانوا يبنون بيوتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة بحسب ما جاء في الكتاب باستخدام اللبن المصنوع من الطين إلى أن تطور الأمر فاستعملوا الآجر والذي قد عرف بمكة المكرمة منذ بدايات العصر الأموي عن طريق الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان وقد استخدم الآجر الأحمر في بناء دار بمكة عرفت بدار الرقطاء.

والشواهد التاريخية تشير بوضوح إلى أن الآجر استخدم بكثرة في عمارة البيوت بمكة المكرمة إلا أنه لم يقتصر عليها إذ استخدم بكثرة في عمارة المسجد الحرام.



المسجد الحرام



وفي عهد الخليفة المهدي العباسي وأثناء عمل الزيادة في المسجد الحرام (161هـ جعل من أسفل المسجد الحرام من أسفل باب بني جمح ممر سقف هذا الممر بالطوب الأحمر.

وفي خلافة الخليفة العباسي المأمون أعيد بناء درج الصفا والمروة باستخدام مداميك الحجر ومداميك الآجر كما استخدم الآجر في أعمال البناء بالمسجد الحرام عام ( 306هـ أثناء إضافة دار الندوة إلى مساحة المسجد الحرام .

ولم يقتصر استخدام الآجر على أعمال البناء في المباني الدينية والمدنية فقط بل استخدم في بناء الأسوار التي لها وظيفة حربية ودفاعية.

كما استخدم الآجر في المسجد الحرام عام 736هـ حيث ذكر حسين بالسلامة في كتابه « تاريخ عمارة المسجد الحرام» أن الأساطين التي حول المطاف صنعت بالحجارة المنحوتة الدقيقة والباقي عمل من الآجر المجصص، وفي هذه الفترة تقريبا استخدم الآجر في بناء قبة سقاية العباس بن عبدالمطلب والتي كان موقعها في المسافة بين بئر زمزم والكعبة .

وفي عام 759هـ أنشأ السلطان الناصر حسن بن قلاوون سبيلا بالقرب من باب إبراهيم أحد أبواب المسجد الحرام بنيت جدرانه جميعها بالآجر.

كما استخدم الآجر أيضا في عمارة ظلة المؤذنين بالمسجد الحرام عام (822هـ وفي ذي القعدة 825هـ عمر بابا الجنائز بالمسجد الحرام بأمر الملك الأشرف برسباي على يد الأمير زين الدين مقبل القديدي.



العصر العثماني



واستخدم الآجر بأشكال وفي مواضع مختلفة في التعميرات التي تمت على المسجد الحرام في العصر العثماني فقد استخدم في بناء مئذنة باب العمرة في العصر العثماني بأمر السلطان سليمان خان.

كما أمر الخواجا محمد بن عباد الله الرومي باستخدامها في أماكن من المسجد الحرام عام 915هـ وهي : قبة المقام الحنفي، شبابيك زمزم، قبلة الفراشين، الشبابيك الثلاثة التي تلي باب الصفا، وتلك التي من جهة الكعبة.

كما استخدم الآجر في ترميم جدران المسجد الحرام التي تضررت من السيل الكبير الذي ضرب مكة المكرمة عام 931هـ

وفي عام 947هـ بني بها بوابتان عظيمتان بارتفاع كبير في مقدمة الصفا مع الحجارة.

واستخدم الآجر أيضا في تعمير سطح المسجد الحرام من الجهة الشرقية عام 949هـ في المسافة من منارات باب السلام إلى منارة العمرة.

كما أصلح سقف البيت العتيق بكسر الآجر المخلوط بالجص عام 959هـ ، وفي بناء الشباك الكبير الذي جاء يتوسط الشرفات التي تتوج الجدران الأربعة للمسجد الحرام والبالغ عددها 423 شرافة موزعة في الجهات الأربع للمسجد. وهذا الأمر يؤكد لنا تنوع استخدامات الآجر في المسجد الحرام سواء في أعمال البناء أو في التشكيلات الزخرفية .



دار الضيافة



ومن منشآت مكة المدنية المهمة التي استخدم فيها الآجر دار الضيافة والتي شيدت في عهد السلطان عبدالحميد، وفي عهد الملك عبدالعزيز تطور استخدام الآجر في منشآته بمنطقة مكة المكرمة إذ يلحظ استعماله على مباني أحد الأسبلة وملحقاتها التي أمر الملك عبدالعزيز بتجديدها عام 1361هـ عند مداخل مكة المكرمة بجوار أعلام الشميسي.

كما استخدم في بناء واجهة سبيل الملك عبدالعزيز الملاصق لبئر المقتلة أو أم القرون على طريق جدة _مكة المؤرخ بعام 1361هـ.



أماكن صناعة الآجر بمكة قديما

  1. 01 أضاءة النبط

  2. 02 سفح النوبة

  3. 04 الكدوة

  4. 03 كدي

  5. 05 ذو الأبرق

  6. 06 وادي سرف

  7. 07 البيبان