سماسرة الوكلاء يغررون بالمعتمرين والحج تتبرأ منهم

دفع وجود وسطاء وسماسرة بين شركات العمرة الخارجية ومعتمريها إلى نشوء عمليات غش وتدليس في مواقع الفنادق التي سينزل فيها عملاء هذه الشركات من المعتمرين والزوار، والتي من المفترض أن تكون في المنطقة المركزية، إلا أنهم عند قدومهم فوجئوا ببعدها عن الحرم، حسب معتمرين متضررين لـ«مكة».



تدليس الوكيل



وذكر المعتمر محمد رجب - مصري الجنسية - أنه اتفق مع وكيل شركة العمرة في بلاده على الحجز قرب الحرم ليتمكن من أداء الصلوات دون تأخير.

وقال «بحكم كبر سني لا أستطيع التنقل والنزول في فنادق بعيدة عن الحرم، فطلبت من الوكيل توفير حجز لي في فندق قريب، لكي لا أتأخر عن أوقات الصلاة، وعند وصولي فوجئت بفندق ليس في مركزية الحرم، وهذا من التدليس على المعتمرين».



مجاورة بيت الله



فيما أوضح المعتمر سليمان إبراهيم أنه لا يستطيع القدوم كل عام إلى مكة لأداء العمرة، فعندما تسنح له الفرصة يريد أن يكون قرب الحرم، وعلى استعداد تام لدفع مبالغ مرتفعة لكي يتمكن من مجاورة بيت الله، حسب قوله.

ولفت إبراهيم إلى أنه اعترض على موقع الفندق الذي حجز له فيه، نظرا لتدني مستوى الخدمة وعدم تناسبها لمبلغ الحجز الذي دفعه المعتمر للوكيل، مؤكدا أنه اتفق على السكن في فندق في مركزية الحرم يمتاز بمستوى عال من الخدمة، مبينا أنه يرغب في رفع شكوى لدى الجهات المختصة.



التغرير بالمعتمرين



من جهته، أفاد عضو مجلس إدارة غرفة مكة سعد القرشي هاتفيا لـ«مكة» بأن بعض الوكلاء لا يعتمدون على التعامل المباشر مع المعتمر، بل يستخدمون وسطاء يتفقون فيما بينهم على أماكن في مكة تمتاز بفنادقها الرخيصة، ليتمكنوا من رفع مبلغ البرنامج على المعتمر وإيهامه بأنه بهذه التكلفة لكون السكن في مركزية الحرم، ويغرر بالمعتمرين عن طريق هذا الوسيط.



الالتزام بالعقود



ودعا القرشي المعتمرين إلى الاطلاع على برنامج السكن في مكة والمطالبة بعقد يحتوي على كل تفاصيل الفندق الذي سينزلون به وبتكلفته، لافتا إلى أن الدول الأخرى لديها أنظمة، ويصعب التدخل فيها، لذلك يتوجب على المعتمر التدقيق والبحث قبل الدفع، مطالبا الوكلاء بالالتزام بالعقود ليضمن المعتمر حقه ويتجنب الوكيل الشكاوى التي يقدمها المعتمرون ضده.



سمسرة خارج المملكة



بدوره، أوضح متحدث وزارة الحج والعمرة حاتم قاضي لـ«مكة» هاتفيا أمس أن الوزارة تشرف على تعاملات شركة العمرة السعودية مع المعتمرين، وفق ما ورد في التأشيرات، وحال شكوى المعتمر من نزوله في فندق غير المذكور في العقد، وتم التثبت من قبل الوزارة من ذلك، يتم إنصافه من خلال تحويله إلى الفندق المتفق عليه، مؤكدا أن الحج ليس لها علاقة بأمور الوكيل الخارجي مع المعتمر باعتبارها سمسرة خارج المملكة.