لماذا أعلن الأمير (متعب) فعل الخير؟!

بعد النسيان
بعد النسيان

الأربعاء - 29 يونيو 2016

Wed - 29 Jun 2016

في لفتة إنسانية رائدة، تكفل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز ـ وزير الحرس الوطني ـ بتسديد الديون عن (150) من منسوبي الحرس المرابطين على حماية الطرف الجنوبي الأغر.

وليس غريبًا فعل الخير في بلادنا، وبخاصة من أصحاب وصاحبات السمو، لكنهُنَّهُم يحرصون على إخفاء الصدقات؛ ابتغاء كمال الأجر من الله عملًا بقوله تعالى: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ). بل إن الكثير منهُمْهُنَّ يعتقد أنه يقوم بواجب لا يتوقع عليه شكرًا؛ بقدر ما تعنِّفه النفس اللوَّامة إن قصر فيه.

فلماذا تخلى الأمير متعب عن تكتمه على فعل الخير هذه المرة؛ واختار أن يبدي مبادرته، وينشرها بكل وسيلة؟

هل أراد بذلك أن يسنَّ سنَّةً حسنةً، بحكم موقعه وزيرًا مسؤولًا عن واحد من أهم الأجهزة السيادية في المملكة؛ ليلفت النظر أكثر إلى ضرورة دعم أبطالنا البواسل، وتأكيد وقوفنا معهم قلبًا وقالبًا، وهي الرسالة التي تحرص القيادة على إبلاغها لهم في السراء والضراء وحين البأس؟!

وهي سنة لن تغض من أهمية الجمعيات الخيرية التابعة لبعض الأجهزة الحكومية، كوزارة الدفاع، حيث تستقبل جمعية البر فيها تبرعات سخية، وتقدم معوناتٍ جليلة للمستحقين من منسوبي الوزارة؛ ليأتي إعلان الأمير الوزير ويسلط الضوء على مثلها، ويثير التساؤل عن غموض مصير غيرها؛ كمشروع (تكافل) الذي دشَّنته إعلاميًا (وزارة الترعية والتبليم) البائدة، ولا نعلم عنه ـ حتى الآن ـ غير ما قاله زميلنا المعلم (مجنون أم عمرو)، للزميل الجاحظ (أبو عيون وساع):

لقد ذهب الحمار بأمِّ عمرٍو

فلا رجعت ولا رجع الحمارُ!!

ولكن الأهم في سُنَّة (متعب الفروسية) ـ وهو ما نحسبه أراده من الإعلان ـ هو انتقال تسديد الديون عن المرؤوسين من حقل الصدقات إلى (بند الواجبات) على رئيسهم؛ بقدر ما تسمح له صلاحياته!

ولك أن تتخيل عظم هذه النقلة؛ فيما لو اقتطعت كل وزارة جزءًا معلومًا من ميزانيتها لتسديد بعض ديون منسوبيها، وأعلنت ذلك حفزًا للمميزين فقط كل عامٍ؟؟!

ولهذا نقترح على (متعب الخيل) السبّاقة إلى كل خير: أن يسلِّم الشيكات للمستحقين، في حفل كبير، في موقع المرابطة!!

[email protected]