فرنسية تترك مكتبة في الجزائر تحت تصرف مواطن منذ 1950 ولم تعد

الخميس - 30 يونيو 2016

Thu - 30 Jun 2016

u0645u0646 u062fu0627u062eu0644 u0627u0644u0645u0643u062au0628u0629                 (u0627u0644u0639u0645u0627u0646u064au0629)
من داخل المكتبة (العمانية)
قرر صاحب مكتبة النجمة الذهبية مولود مشكور أن يكون وفيا للمرأة الفرنسية التي ورثته هذه المكتبة، فظل حريصا على فتح أبوابها أمام المثقفين والطلبة يزودهم بالكتب القديمة بأثمان زهيدة كما كانت تفعل قبل نحو 66 عاما.

يقول مشكور عن قصة المكتبة «بحسب وكالة الأنباء العمانية»: علاقتي بالكتاب تعود إلى ما قبل سنة 1950 حين كنت أشتغل بائعا عند صاحبة هذا المحل، وهي فرنسية. وفي تلك السنة أخبرتني أنها ستشتري فندقا في نيس بفرنسا، وأنها ستنتقل إلى العيش هناك، وستترك لي المحل للعمل به على مدار السنة، على أن تزورني مرة كل عام للوقوف على الشغل، ولم تمر سوى سنوات قليلة حتى تخلت نهائيا عن القيام بزياراتها السنوية، وصرت منذ تلك اللحظة المسؤول بالكامل في المكتبة، أزاول وظيفتي بشراء الكتب القديمة واستبدالها أو إعارتها للراغبين في ذلك مقابل أسعار رمزية كما كانت تفعل هي.

ويضيف مولود «لقد قمت بهذه الوظيفة على مدار عشرات السنين التي اقتطعتها من عمري، حتى وصلت اليوم إلى سن الثمانين، ولم يعد بمقدوري أن أستمر بالعطاء نفسه، ولهذا أنا أعلم حاليا ابن أخي أصول الحرفة ليرثها عني، وحتى لا تنقطع».

المكتبة الواقعة بشارع ديدوش مراد بقلب الجزائر العاصمة ستدهشك بدقة ترتيب المئات من عناوين الكتب وتكدسها بعضها فوق بعض بطريقة تيسر على مرتاديها البحث عن غاياتهم، مثلما يدهشك كيف تستطيع مساحة لا تتجاوز 18 مترا مربعا استيعاب كل تلك الكمية من الكتب، وحتى المجلات القديمة المتنوعة.

أدباء زاروا المكتبة

مولود فرعون، وآسيا جبار، ومالك حداد.

ومن الفرنسيين: إمانويل روبلاس، وجورج آرنو، والفائز بجائزة نوبل للآداب ألبير كامو، وإدمون شارلو، وشارل بروني.

قال عن تجربته:

  • الإقبال على الكتاب انخفض بشكل كبير، على الرغم من الأسعار الزهيدة.

  • الزبائن القلائل الذين يقصدون المكتبة يبحثون عن الكتب والروايات الكلاسيكية مثل روايات إميل زولا، وكتب تاريخ الجزائر.

  • الجزائريون لا يقرؤون، اليوم العاصمة تعد أكثر من 6 ملايين ساكن ولا تكاد تجد لهم أثرا بين الكتب، وهذا أمر مؤسف للغاية.

  • الكتاب باللغة العربية لا يلقى رواجا كبيرا.

  • أنا مقتنع بمهنتي، ولهذا أجدني مصرا على البقاء وسط هذه الأكوام من الكتب، لأنها تغريني أكثر من أي شيء آخر.