بسام فتيني

السينما من الزاوية الاقتصادية

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاثنين - 30 مايو 2016

Mon - 30 May 2016

في البداية لا بد أن أوضح للبعض (البعيض) ولن أقول (البغيض)، والذي يعتقد أن السينما تنحصر فقط في الرقص والعري ومقاطع الهشك بشك، بأنه مخطئ فالسينما أعم وأشمل وأجمل وأرقى مما يتخيل، ولعل فيلم بلال السعودي المنشأ دليل على ما أعنيه، إذا افترضنا جدلا أن الكثير قد لا يعلم ما تركه فيلم (الرسالة) منذ سنوات في نفوس الكثيرين.

ولعلي أوضح أيضا لمن ضاقت آفاقهم بالتفكير ويعتقدون أن الفن عامة والسينما خاصة مجرد أداة (للترفيه) لا أكثر! فأقول لا يا سادة يا كرام الفن والسينما والموسيقى أدوات فكرية أهملناها كثيرا فانصرف الشباب والمراهقون من الجنسين لغيرها فكانت خسارتنا مرتين!

مرة حين قصرنا في منحهم فرص التعايش مع الحياة العصرية الطبيعية الإنسانية بحجة درء المفسدة! ومرة حين جذبهم واستغلهم من يدندنون على وتر الجنة والحور العين عن طريق تجميل القنابل والأحزمة الناسفة وقتل المصلين في المساجد، وكل هذا باسم الدين!

والآن تعالوا معي نحسبها بالورقة والقلم والآلة الحاسبة لنحسب كيف يمكن أن نجير السينما لخدمة الأمن الفكري والانتعاش الاقتصادي وتوفير فرص العمل بل وإبقاء ملايين إن لم تكن مليارات الريالات داخل دائرتنا الاقتصادية المحلية، فمثلا قيمة التذكرة للدخول إلى الأفلام السينمائية في دول الجوار تتراوح بين 70 درهما في دبي شرقا و70 جنيها في مصر غربا، وإذا افترضنا أن قاعة السينما تستوعب 1000 مقعد، فتخيلوا معي التالي: لو أن لدينا صالة سينما يملكها أفراد سعوديون، ويوظفون فيها شبابا من الجنسين للتشغيل والتنظيم وتسيير العمل فكم وظيفة سنوفر؟

وإن استخدمنا الورقة والقلم ثانيا وحسبنا ما يمكن أن يمثل هذا المجال كدخل فيكون على سبيل المثال بالحسبة التالية لدار العرض الواحدة، مثلا قاعة في جدة تستوعب 1000 شخص ويمكن إشغالها بـ5 عروض في اليوم بقيمة تذكرة كمتوسط 50 ريالا فهذا يعني أن الدخل اليومي 250 ألف ريال، أي خلال 20 يوم عمل يكون الدخل 5 ملايين ريال وإذا ما حولنا المبلغ كمتوسط سنوي فلن يكون أقل من 60 مليون ريال سنويا لدار العرض الواحدة! فبالله عليكم من أولى بهذه المبالغ اقتصاديا؟

خاتمة، رؤية 2030 لن تكون مجرد أحلام بل عمل ولأن العمل يتطلب الأمل فها نحن ذا نأمل بوجود فكر (طبيعي) للترفيه الذي من أجله أمر ملك البلاد باستحداث هيئة له فهل يكون؟