عبدالله المزهر

حياكم الله والمنتج منتجكم!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 31 مايو 2016

Tue - 31 May 2016

حاولت مثل غيري من «سكان» المملكة العربية السعودية فهم شروط منح الصندوق العقاري، والحقيقة أني لم أفهمها بشكل تفصيلي ولكني فهمت الفكرة الأساسية التي تقول «لن نقرضكم ولن تسكنوا»، صحيح أن هذه الفكرة لم تكن بشكل مباشر ولكنها تفهم من السياق وهذا من بلاغة الصندوق ووزارة الإسكان ومن لف لفهما.

وفي الفترة الأخيرة بدأت أقتنع أن «تملك» السكن يحرم الإنسان من متعة التنقل بين المنازل بكل سهولة ويسر.

فأنا ـ والحمد لله أني أنا ـ سكنت في الستة أشهر المنصرمة في ثلاثة بيوت، وفي كل مرة أجمع أغراضي و«مواعيني» وأشد الرحال لمنزل جديد وحياة جديدة، وهذه أشياء تشعر الإنسان بالحياة والتي من طبيعتها الحركة وعدم السكون.

لو أنني أملك منزلا لحرمت هذه النعمة العظيمة، ولو علم المالكون ما نحن فيه من سعادة في البيوت المستأجرة لجالدونا عليها بالسيوف عند مكاتب العقار، لكن جهود الوزارة العظيمة ساهمت في إنقاذنا من جحيم تملك البيوت ومن حسد الحاسدين!

والحمد لله الذي زهدني فيما عند وزارة الإسكان، وحبب إلى التنقل بين «المنازل والبيوت» لأنه من الصعب تخيل إنسان يسكن ويستقبل ضيوفه في «منتج»، الكلمة ذاتها تعطي انطباعا غير جيد، وتزهد الناس في المسكن، وهذا من حسن تدبير الوزارة وفقها الله ورؤيتها المستقبلية التي تعتمد على فلسفة عظيمة تقول: إذا لم تستطع حل المشكلة فأقنع نفسك ومن حولك بأن استمرارها أفضل من حلها.

وعلى أي حال..

أعلم أن الحديث عن الإسكان أصبح مكررا ومملا، لكني أقوم بواجبي الوطني وأساعد الوزارة في تكرار الأحاديث المملة، فهذه فلسفة عظيمة أخرى تقوم على تكرار الحديث عن مشكلة دون حلها حتى يكره الناس الحديث عنها، وهذا أحد الحلول العبقرية للمشكلات!

[email protected]