الشرق الأوسط في عهد أوباما موسكو تستأسد وواشنطن تواجه الإرهاب بنظارات إيرانية

الاحد - 22 مايو 2016

Sun - 22 May 2016

بعد أشهر قليلة من الآن، وتحديدا في يناير 2017، يغادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما البيت الأبيض بعد 8 سنوات قضاها رئيسا للبلاد. وبينما كان الانقسام في الرأي هو السائد عادة بشأن تقييم سياسات الرؤساء السابقين لأمريكا، تفاوتت انتقادات محللين وخبراء سياسيين عرب لسياسة أوباما بالشرق الأوسط مقارنة بتاريخ قاطني البيت الأبيض بين «الأسوأ على الإطلاق» و»سيئة إلى حد ما».

مساوئ أمريكية

مساوئ عديدة رصدها الخبراء لسياسة «أوباما» حيال الشرق الأوسط، من بينها: خذلان الثورة السورية، والتردد في المواجهة الذي عزز تنامي التنظيمات الإرهابية وخاصة داعش الإرهابي، فضلا عن تعاظم النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة مع تراجع الدور الأمريكي، والفتور الذي شهدته العلاقات الخليجية - الأمريكية.

وأوباما الذي ينتمي للحزب الديمقراطي، هو الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة، وأول رئيس أسود يدخل البيت الأبيض في 20 يناير 2009، بعد فوزه في الانتخابات في 4 نوفمبر 2008 على المرشح الجمهوري جون ماكين. وفاز بولاية ثانية في انتخابات 6 نوفمبر 2012؛ حيث أطاح بمنافسه الجمهوري ميت رومني.

آل زلفة: عهد أوباما الأغرب والأسوأ

اعتبر محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى الأسبق أن «الدور الأمريكي في عهد أوباما كان من أغرب وأسوأ أدوار واشنطن بالشرق الأوسط». وقال «في عهد أوباما رأينا ترديا للمحاولات الأمريكية السابقة في البحث عن حل للقضية الفلسطينية، وخذلانا للثورة السورية، وظهور تنظيم داعش، واستئساد روسيا على أمريكا، وفتورا في العلاقات الخليجية الأمريكية».

الخبير السعودي اعتبر أن تردد إدارة أوباما أدى لظهور تنظيم داعش في سوريا، ودخول روسيا وإيران لمساندة نظام الأسد في مواجهة الثورة الشعبية، وشجع على وجود الإرهاب، فداعش لم ينطلق إلا في عهده بسبب ما شاب السياسة الأمريكية من وهن وترد.

وعن تقييمه للعلاقات الأمريكية الخليجية، رأى أن «المنطقة الخليجية لم تشهد حالة من الفتور بل التوتر في علاقاتها مع أمريكا مثلما حدث في عهد أوباما». وبخصوص إيران قال إن أوباما عزز من نفوذها بالمنطقة. فإيران التي كانت تعد واشنطن الشيطان الأكبر، أصبحت الآن الحليف الأكبر لأمريكا بالمنطقة، وواشنطن توقع معها اتفاقات لإطلاق يدها في كل أنحاء المنطقة تدميرا وتخريبا وإرهابا».

غباشي: تغلغل إيراني في 4 ملفات عربية

بدوره اتفق الخبير السياسي المصري مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية (غير حكومي) مع آل زلفة في أن «الدور الأمريكي بالشرق الأوسط في عهد أوباما كان من أسوأ الأدوار الأمريكية على الإطلاق».

فأشار إلى تراجع الدور الأمريكي أمام الدورين الإيراني والروسي بمنطقة الشرق الأوسط، قائلا «الدور الإيراني خطف من نظيره الأمريكي كثيرا، وتغلغل في 4 ملفات عربية متعلقة بالعراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، وأصبح منافسا لدور أمريكا الذي أصبح سطحيا، فضلا عن دور ملحوظ لإيران بالبحرين». وأفاد بأن «الدور الروسي أحدث كذلك، قلاقل لأمريكا بالشرق الأوسط، لا سيما في سوريا».

مكاوي: تراجع أمريكي ملحوظ

عبدالرحمن مكاوي، الخبير المغربي في العلاقات الدولية وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء، رأى أيضا أن دور الولايات المتحدة بالمنطقة شهد تراجعا في عهد أوباما.

وأوضح أن «هذا التراجع ظهر بشكل جلي بعد المفاوضات بين إيران والغرب، فضلا عن توجه أوباما لآسيا خاصة»، كما اعتبر أن «تراجع الدور الأمريكي سمح للروس بتسجيل نقاط مهمة لصالحهم، وعودتهم بقوة للمنطقة».

ولفت مكاوي إلى أن أوباما منذ حصوله على جائزة نوبل للسلام عام 2009 «يسعى لعدم التدخل العسكري بشكل مباشر بدول المنطقة، ولا يريد إعادة سيناريو التدخل الأمريكي في العراق، ما سمح للقاعدة ولاحقا داعش بالاستحواذ على جزء كبير من البلاد».

الشيات: النظارات الإيرانية

خالد الشيات الخبير المغربي في العلاقات الدولية قدم بدوره تفسيراته للسياسة الأمريكية وقال إنها «قامت على التخفيف من التوتر مع إيران؛ حيث نجحت في هذا التوجه؛ مما حقق انتصارا دبلوماسيا لها».

وأبرز أن أمريكا غيرت من استراتيجية محاربتها للإرهاب؛ حيث تعتمد حاليا على منح وكالات لقوى إقليمية، خاصة إيران «حيث بدأت أمريكا تلبس نظارات إيرانية في مواجهتها للإرهاب بالمنطقة، وهو ما أسهم في عدم التوصل لنتائج كبيرة في محاربته، وخصوصا داعش».

قمورية: عدم الاستقرار العالمي

قال المحلل السياسي اللبناني أمين قمورية إن «الدور الأمريكي في عهد أوباما تراجع نوعا ما في الشرق الأوسط، لكن ليس بدرجة كبيرة»، مشيرا للوجود العسكري الأمريكي في دول بالشرق الأوسط، والتأثير السياسي.

ورأى أن أوباما «استطاع تحقيق كثير بالشرق الأوسط، مثل نزع السلاح الكيماوي السوري، وإيقاف المشروع النووي الإيراني لـ 10 سنوات قادمة».

واعتبر قمورية أن «الخطر من تراجع الدور الأمريكي هو أنه لمصلحة عدم الاستقرار العالمي مع وجود المشكلات بين إيران والعرب وإسرائيل».

يايموت: مقايضة بإعادة ترتيب الأوراق

يرى خالد يايموت أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن الدور الاستراتيجي للولايات المتحدة في عهد أوباما يقوم على ضمان وتحقيق استقرار المنطقة بأقل تكلفة، ومساعدة إيران كي يكون لها وزن لضمان أمن إسرائيل بطريقة غير مباشرة. وأوضح أن «إدارة أوباما تحاول إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، والتمكين لقوى أخرى مثل روسيا وإيران مقابل ضمان أوراق رابحة ثانية بمناطق أخرى، خاصة في آسيا الوسطى، وضمان مصالحها».