يقطع شيطانك يا مولانا الحبيب الجفري!!

بعد النسيان
بعد النسيان

السبت - 21 مايو 2016

Sat - 21 May 2016

حسب رواية السيد (علي الجفري) ـ وحاشاه أن يُدلِس ـ عن الشاعر العظيم (أحمد شفيق كامل) أنه كتب (أمل حياتي) و(إنتَ عمري)، في الذات النبوية الزكية؛ فلا غرابة أن يتجلى شاعر صوفي في الروضة النبوية الشريفة، ويعيش حالة وجد (خاصة) لا يعرفها إلا القليل من النخبة (الصوفية)؛ حيث يذوب الفن في الحب؛ ثم يفيق (المجذوب) تدريجيا حتى يذوب الحب في الفن، وتتمخض قريحته الشعرية عن هذين النصين الرائعين، وتكون (إنتَ عمري) أول لقاء يجمع الهرمين (اللدودين) الخالدين (أم كلثوم وعبدالوهاب) بعد أن جاوزا الستين؛ بقرار (قد) يكون الحسنة الوحيدة لزعيم العسكر (جمال عبدالناصر)!! ولهذا لُقِّب (أحمد شفيق كامل) بـ(شاعر السحاب)!!

ولكي نستوعب كيف لم تتأثر عبقرية الفنان بدروشة الصوفي؛ نكرر المعادلة: الفن يذوب في الحب... تلك حالة (الوجد) الصوفية (الخاااااصة)... ثم يفيق الشخص؛ ليذوب الحب في الفن.. وهذه هي حالة الإبداع الفني (العااااامة)، التي يجب أن ينقلها الملحن (الوهابي) لكل من يسمعها؛ لتظل خالدة إلى عصر يوم القيامة!!

إنها جنين تحمله الأم وهنا على وهن؛ فإذا ولدته انفصل عنها تماما وعاش حياته خلقا آخر، لا يربطه (عضويا) بأمه إلا الحبل (السُّري) الذي انقطع فور الولادة، ولم يعد له إلا الوجود اللحظي في ذاكرة الشاعر فقط؛ فالفنانان العبقريان نسياه قطعا قبل أن تخرج الأغنية للنور!

والأغنية الوحيدة التي لا ينفصل فيها الحب والفن، هي الرائعة الكلثومية السنباطية البيرمية التونسية: (القلب يعشق كل جميل)!!

وماذا لو أن (الوهابي) أخذ بمناسبة الشعر، ولحن النصين بوصفهما مديحا نبويا مباشرا؟ وماذا لو أن الست ـ وهي المنتجة صاحبة الذكاء التجاري الفذ ـ استثمرت حب المسلمين للنبي الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسوّقتهما ببركة الحبيب؟ هل كانت ستنجح كما في (سلوا قلبي) ـ مثلا ـ التي قررت أن تغنيها لرفع معنويات الشعوب المسلمة بعد نكبة (1948)؟!

أما عبقرية (الوهابي) فتتجلى في التوزيع الموسيقي لـ(إنتَ عمري)؛ حيث أدخل الآلات الحديثة على (تخت) أم كلثوم التقليدي لأول مرة، وقد سجل الموسيقى على أن يركب عليها صوته هو لتكون أغنية الاعتزال! وهي من الروائع النادرة التي تذهلك الموسيقى فيها عن الكلمات والصوت، و... امتحانات العيال!!‏‫

[email protected]