7 ساعات حصار تشل يد الإرهاب

طائرات الأمن عززت الموقف
طائرات الأمن عززت الموقف

الخميس - 05 مايو 2016

Thu - 05 May 2016

شكلت سبع ساعات من الحصار الأمني نجاحا يضاف إلى رصيد الجهات الأمنية أمس عندما أحكمت سيطرتها على إحدى استراحات شرق العاصمة المقدسة، إذ نتج عن ذلك تحرير الموقع وشل يد الإرهاب وفرض رقابة كاملة على نحو 25 مدخلا مؤديا للاستراحة من الجهات الأربع.

وأوضحت إمارة منطقة مكة المكرمة في تغريدة عبر حسابها الرسمي في تويتر أمس أن الجهات الأمنية نجحت في عمليتها الأمنية ضد عدد من الدواعش الذين تحصنوا داخل استراحة في مكة.

الاستراحة تتوسط الموقع

كان اختيار الإرهابيين لاستراحة وسيق ينبئ عن تكتيك معين، إذ إن موقعها الجغرافي يتوسط المخطط الذي يتوازى مع عين زبيدة في الوادي الشهير، إذ تمكنت الجهات الأمنية في وقت سابق من إزالة 30 استراحة بتوجيه من إمارة منطقة مكة المكرمة في حينه، وبمساندة قوة أمنية قوامها نحو 200 فرد من جهات عدة، هي الدفاع المدني، وإدارة المهمات والواجبات، والأمن الوقائي، ووحدة اللجان الميدانية، والهلال الأحمر، وإدارة المرور، والدوريات الأمنية، وأمانة العاصمة المقدسة، ووزارة المياه والكهرباء، بعد تعديات استمرت لأربع سنوات في المنطقة الواقعة على القنوات المائية التاريخية.

المنطقة مأهولة بالاستراحات عدا عمائر سكنية عدة لأكثر من دورين، وتزيد المساحة التي قطنها الإرهابيون على 1200م2، بلونها البني الفاتح، حيث يحد شمالها الشرقي مباشرة جبل من وادي نعمان، ومن الجهة الشمالية الغربية عين زبيدة واستراحات هدمت وما زال ركامها موجودا، ومن الجهة الغربية الخط السريع الذي يربط مدينتي الطائف ومكة.

الاستراحة ترتبط بنحو 25 مدخلا ومخرجا على خطوط شريانية من جميع الجهات، ويسهل الخروج من الموقع في حال تم تنبيه الخلية الإرهابية مبكرا. وترتبط الاستراحات بما يعرف بنقطة تفتيش عرفة أو نعمان، ويؤدي المسار إلى طريق الخواجات الممتد لـ 20 كلم.

طوق محكم

باغتت الجهات الأمنية الإرهابيين، وفرضت طوقا محكما على الموقع في محيط كيلومتر مربع، جرى فيها استخدام المعدات الثقيلة والمصفحات والأجهزة المتطورة، وإغلاق مفاصل المنطقة بالكامل، بحيث لا يدخل ولا يخرج من الموقع أحد. واستحدثت نقاطا أمنية متفرقة في الطرق الرئيسة ذهابا باتجاه الطائف، وعودة في الطريق إلى مكة، وأنشأت نقاط تفتيش لإيقاف السيارات المشبوهة والتعامل الفوري مع المركبات المتعطلة، وتم تأمين طريق الخواجات الرابط بين مكة وجدة باتجاه الغرب، وزرع دوريات على المداخل والمخارج لحي وسيق، وإحباط أي محاولة إمداد للجماعات الإرهابية، وتدعيم الفريق بالأجهزة التقنية اللازمة لإيقاف شبكات الاتصال على الإرهابيين، وحماية القاطنين من المواطنين والمقيمين في الجوار، وتأمين سلامة خروجهم.

إفشال المخطط

ردت الجهات الأمنية كيد الأعداء في نحورهم بعد أن استطاعت القفز على المخطط الزمني للجماعات الإرهابية، والتي أثبتت الأحداث الإرهابية في العقد الأخير أنها لا تأبه لحرمة البيت العتيق، ولا تفكر في سلامة الحجاج والمعتمرين. ونجحت القوات الأمنية في إفشال مخططهم في مهده وفي مراحله التخطيطية.