منى سالم باخشوين

«أنا في انتظارك»

الجمعة - 29 أبريل 2016

Fri - 29 Apr 2016

في تغريدة أصبحت هاشتاقا كتب أحد أبناء الطائف «عندي اقتراح لسمو الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ بنقل مقر المتحف الإسلامي إلى مدينة الطائف لسببين. السبب الأول قربها من الحرمين، وبالتالي يمكن للزوار المسلمين زيارة المتحف بسهولة. والسبب الثاني لتنشيط اقتصاد الطائف، المدينة الطاردة لشبابها».

والذي غرد بهذا الاقتراح هو ضابط متقاعد من أبناء الطائف، كما ذكرت، ولكنه يعيش في الرياض (ربما تنفيذا لرأيه عن الطائف كمدينة طاردة لشبابها!).

بالطبع مثل هذا الأمر- أين يكون مقر المتحف؟ - لا يبدو بأهمية بقية الأمور التي يتطلع لها كل مواطن عندما يعلن مسؤول كبير عن بداية تغيرات جوهرية ورؤية جديدة لمستقبل البلاد. وسيغني كل على ليلاه. فمن يحلم بمنزل سيتطلع في هذا الإعلان إلى ما يهمه، وإن كان هناك ما سيسهل حصوله على منزل عوضا عن هذه الإجراءات «العبقرية» من وزارة الإسكان، والتي (ما لها حل) على ما يبدو، ولن تصل بأي مواطن إلى مبتغاه. وسيفكر آخر في كم سيكون مطلوبا منه أن يدفع مقابل خدمات لا يعرف إن كانت ستقدم له أم لا. وإن كان سيتوقف عن القلق بشأن فاتورة مياه أو كهرباء أو بشأن أمن ابنته وزوجته وحمايتهما إذا ما خرجت إحداهما من المنزل من قبل هيئة تقوم بواجبها بتعقل وحسم أم بتهور وبدون أصول احترافية وتعرض سمعتها للقيل والقال - أقصد سمعة الهيئة، والتي نحرص جميعا على سلامتها، وما إذا كانت بلاده، ورغم كل التحديات، ستمسك بالعصا من المنتصف وتوازن كل الأمور.

نعود إلى الطائف «الطاردة لشبابها» ونتوقف قليلا لنتساءل ولا ننتظر إجابة: إلى متى ستظل عروس المصايف عروسا لا تحتفل ولا يحتفل بها ولا ينظر إلى جمالها ويتركها كل من حولها ويسرع إلى عروس وعرس آخر؟ وإلى متى يظل من فيها من فئة معينة تمسك بزمام الأمور وتتلاعب كما يحلو لها بمقدرات بلد له تاريخ الطائف وعراقته؟

طالما أننا في مرحلة «رؤى» فيحق لنا أن نطالب بهيئة مكافحة فساد خاصة ليست محايدة، وإنما من أبناء الطائف الأوفياء المشهود لهم بالنزاهة، والذين تم تهميشهم لسبب أو لآخر. لن يحب هذه البلدة مثل ابنها، ولن ينقذها مما هي غارقة فيه منذ سنوات إلا ابنها. ولن يصعب على الدولة أن تميز بين ابن بار وابن جاحد غدار.

لم تعد للطائف لياليها بين «يا ريم وادي ثقيف» ولا «يا مسافر على الطايف»، ولا وردها له أريجه بالرغم من المحاولات التقليدية التي يقوم بها زراع الورد لإحياء تجارته التي لا تلقى اهتماما يصل بها إلى العالمية التي تستحقها. لم يعد للطائف إلا حلم يدس أنفه في «الرؤى» ويطمح في أن تنتشله فيتحقق ولا يظل حلما نعجز به وعنه.

[email protected]