محمود أحمد منشي

رفقا بالعاملين والعاملات

تفاعل
تفاعل

السبت - 16 أبريل 2016

Sat - 16 Apr 2016

حقوق الخدم والعمال في سنة وهدي النبي عليه الصلاة والسلام كثيرة، منها المسارعة في إعطائهم أجرهم. ألزم النبي، صلى الله عليه وسلم، صاحب العمل أن يوفي العامل، الخادم والخادمة، أجره المكافئ لجهده، دون ظلم أو تأخير، فعن عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال المصطفى، صلى الله عليه وسلم: (أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه). وحذر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من إهانتهم أو ضربهم أو الدعاء عليهم.

ومن حقوق الخدم والعمال في سنة النبي، صلى الله عليه وسلم، عدم تكليفهم ما لا يطيقون من العمل، وأمر بالشفقة عليهم، بل والإنفاق والتصدق عليهم ومساعدتهم فيما يكلفون من أعمال. فعن أبي ذر، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم) رواه البخاري.

ما تقدم أمر جلل يجب الوقوف عنده مليا والتبصر في أحاديث المصطفى، صلى الله عليه وسلم، فالوعيد والويل لمن خالف سنته وهديه، صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى). إن ظاهرة تعنيف العمالة أمر يجب إنكاره، وأمر واقع مع الأسف الشديد. يفترض أن نكون أول الملتزمين والمقتدين بهديه وإرشاداته في التعامل الإنساني مع كل بني البشر، وخاصة من أتى ليخدمك ويقوم على شؤون مستلزمات بيتك، مصنعك، ورشتك...، بل البعض يترك كل شيء في المنزل على عاتق الخادمة حتى لا يتركها تأخذ قسطا من الراحة في وقت القيلولة أو في أي وقت آخر، بل يظن بصلفه وعنجهيته أن هؤلاء المغلوبين على أمرهم مكائن تعمل بلا توقف.

إن هذه المعاملات السيئة، أيا كانت، لا يقبلها صاحب لب وبصيرة ومن في قلبه ذرة من الإيمان. أرجو من الله عز وجل أن يهدي ضالنا ويصلح لنا نفوسنا وأن نخاف الله سبحانه وتعالى في كل من يعمل لدينا وأن نتقي الله رب العالمين ونعود إلى طريق الحق والصواب. إنه سميع مجيب.