رواية استغرقت 22 عاما تمنع في الصين وترشح لجائزة بوكر

الاثنين - 21 مارس 2016

Mon - 21 Mar 2016

أعلنت جائزة بوكر الدولية للرواية المترجمة عن القائمة الطويلة للكتب المرشحة للفوز بالجائزة لعام 2016، وضمت القائمة 13 كتابا من بينها رواية «الكتب الأربعة» للكاتب الصيني يان ليانكي التي أثارت الجدل ومنع نشرها وتداولها في الصين.

فقدان الذاكرة

يقول ليانكي إن ما يسمى «فقدان الذاكرة على الطريقة الصينية» هو النسيان القسري الذي يرى النظام أن من شأنه أن يخدم استمراره ومصالحه على المدى البعيد. فقدان الذاكرة هذا يتم عن طريق تقييد عقول الناس، وتغيير السجلات التاريخية، واستغلال المناهج المدرسية والجامعية وتوجيهها بطريقة محددة، والتحكم بالأدب والفنون، واستغلال الحوافز المالية لإغراء الناس وتشجيعهم على التخلي عن ذكرياتهم.

ولا تحقق هذه الاستراتيجية النجاح في كل مرة، وليانكي دليل مباشر على فشلها. ليس هناك في الصين حاليا كاتب استكشف وحلل بسخرية وبشكل مستمر من العقود الستة الماضية من الحكم الشيوعي في الصين مثل ليانكي. فهو لم يتردد يوما في انتقاد الحزب الشيوعي، وسخر من الثورة الثقافية في كتابه «اخدموا الشعب»، وكشف أهوال مؤامرة رسمية لبيع الدم في إقليم هينان مما تسبب بانتشار مرض الإيدز في روايته «حلم عن قرية دينج»، وسخر من تحول الصين إلى الرأسمالية في روايته «قبلات لينين»، معظم هذه الروايات منعت بسبب حساسيتها السياسية.

القفزة العظيمة إلى الأمام

بالرغم من جرأة كل رواياته السابقة، إلا أن روايته الأخيرة تجاوزت على ما يبدو مزيدا من الخطوط الحمر، ولذلك منعت فورا. وتدور أحداث الرواية خلال السنوات 1958 إلى 1962، وهي الفترة التي بدأ فيها الزعيم الصيني ما أطلق عليه «القفزة العظيمة إلى الأمام»، حيث طبق برنامجا سريعا لتحويل بلاده إلى بلد صناعي، مما أدى إلى انهيار الزراعة وتدهور أوضاع المناطق الريفية وانتشار مجاعة هائلة ذهب ضحيتها نحو 40 مليون شخص. وفيما كان الناس يموتون جوعا، كانت الصين تصدر الأرز الذي ينتجونه.

20 عاما من الإعداد

قال ليانكي إن الإعداد لكتابة الرواية الأخيرة «الكتب الأربعة» استغرق 20 عاما ثم استغرق عامين في كتابتها، لكنه كتبها بالطريقة التي أرادها تماما، دون أي اعتبار للرقابة. وعندما عرضها على دور النشر في الصين رفضتها 20 دار نشر، والسبب أنها كانت تعرف تماما أن نشرها سيؤدي إلى إغلاق دار النشر ذات العلاقة.

ملخص الرواية

تدور أحداث القصة في معسكر لإعادة التثقيف في منطقة نائية شمال الصين، قرب النهر الأصفر، حيث يتم تكليف مجموعة من المفكرين الذين ترى الدولة أنهم جلبوا العار على أنفسهم بزراعة القمح في البداية، لكن الأوامر تتغير فيما بعد من السلطات العليا ويتم تكليفهم بالعمل في صهر الفولاذ.

ويطلق الكاتب على الشخصيات الرئيسة في الرواية أسماء بحسب أعمالهم السابقة «كاتب، مفكر، موسيقي، وهكذا» حتى لا يتعاطف القارئ كثيرا مع هذه الشخصيات، بينما قائدهم الطفل: جدي في طلباته المستحيلة، يدخل نوبات غضب مجنونة في حال عدم تلبية مطالبه، ويشعر بسعادة عارمة عندما يداعبه المسؤولون أو يمنحونه أوسمة حمراء.

كاتب له مؤلفات عدة معروفة، وسبق ترشيحه للفوز بجائزة مان آسيا للأدب وجائزة الاندبندنت للرواية الأجنبية. بالرغم من كتاباته المعارضة، فاز بجائزتين مميزتين في الصين، وتم ترشيحه أخيرا في القائمة الطويلة لجائزة بوكر الدولية للروايات المترجمة.