إسكان ايه اللي انت جي تقول عليه!

السبت - 05 مارس 2016

Sat - 05 Mar 2016

كلنا يعرف ذلك البيت الذي يقول:

بلدي وإن جارت علي عزيزة

أهلي وإن ضنوا علي كرام

دعنا من «أهلك» ولنتحدث قليلا عن «بلدك».. تحبها بالتأكيد، تحب كل ما فيها حتى السلبيات، يخنقك عدم النظام وتعطل مصالحك وانتشار «الواسطة» وكأنها قانون أقوى مما يظن أولئك الذين يسكنون في مكان ما من هذا الكوكب ولا يعرفون ما هي هذه الحية العجيبة التي تفعل الأعاجيب.. الواسطة. «ينحرق دمك» في كل مرة تجد أنك لا تستطيع فهم ما يدور حولك من تخط لحقوق معينة لك كطالب أو موظف أو أب أو تاجر أو إنسان أحيانا، ولكنك تحبها.. تحب ترابها وهواءها... تحب خيرها وشرها، فهي بلدك وهذا شيء عظيم لا يعادله شيء في الدنيا، وتدفع روحك لتحميها ولا تتردد إلا إذا كنت بلا هوية وبلا انتماء وبلا وفاء وبلا مبادئ سليمة وبلا جذور و»مصلحجي» وبلا ذمة.. إذا كنت كذلك فهذا المقال لا يخصك.

أما إذا كنت عكس كل هذه الصفات السلبية فسيؤلمك جدا ما يحدث حاليا من وزارة الإسكان! ولا أعرف لماذا نسميها الإسكان! لماذا «أحشر» هذه الوزارة في حب الوطن؟ لأني أريد أن أتحدث عن الانتماء، ما دخل الانتماء في الإسكان؟ لأجيبك على هذا السؤال البسيط فعليك أن تتخيل معي وزارة الإسكان - وزارة ليست كالوزارة الحالية بالطبع - تخيل أنها بعد أن حصلت على دعم مادي مهول من الدولة، قامت بإحصائيات - أيضا مهولة - ومنظمة ودقيقة جدا ومليئة بالمشاعر الطيبة النبيلة المقصود منها خدمتك فعلا وليس دعاية و«فض مجالس»، وحصرت من الشعب من هم بحاجة إلى مساكن يمتلكونها فيتلاشى كابوس الإيجار و«مزاج» صاحب العقار في «تهجيرهم» من عقاره كلما عن له ذلك أو رفع الإيجار.. وقررت هذه الوزارة أن يصرف كل قرش في ومن أجل مصلحتك لتجد أنك تسكن في وقت قصير في منزل معقول يليق بإنسانيتك وآدميتك وكرامتك دون أن تدخل في ابتزاز مقنع من جهات مالية، مؤسسات أو أفراد، وتجد أيضا أن هذه الوزارة تتعاون مع وزارات أخرى لتحميك قانونيا و-نفسيا، لم لا؟- وتعيش في أمان من ناحية السكن بقية عمرك.

هل تخيلت كل ذلك معي؟ هل يجعلك هذا تشعر بالانتماء أكثر لبلدك؟ وهل حدوث عكسه والتلاعب بك وسرقة ما تخصصه الدولة لك يجعلك تشعر بانتماء أقل؟

خطير جدا ما يحدث يا وزارة... الإسكان. خطير جدا وعبث قد يضعف النفوس -لا أقصد نفوسكم أنتم في الوزارة بل نفوس أبناء هذا البلد- ويعطي نتائج لا تحمد عقباها. ما يحدث يجب أن يتوقف، ويجب أن يحدث فقط ما يضمن لابن هذا البلد حقه الذي تريده له دولته.

ما زال في النفس حديث ولكن سأتوقف هنا أملا في أن يتحول الخيال المشروع إلى حقيقة.. أيضا مشروعة.