الاسم والرعاية لذوي الحالات الخاصة

اطلعت على مقال كاتبنا القدير الأستاذ (شاهر النهاري) والذي كان بعنوان (اسم اللقيط) في صحيفة مكة - السبت 12/3/1436هـ - والذي بدأه بمعادلات توزيع الله للأرزاق للعباد من مال وبنين

اطلعت على مقال كاتبنا القدير الأستاذ (شاهر النهاري) والذي كان بعنوان (اسم اللقيط) في صحيفة مكة - السبت 12/3/1436هـ - والذي بدأه بمعادلات توزيع الله للأرزاق للعباد من مال وبنين

الاثنين - 12 يناير 2015

Mon - 12 Jan 2015

اطلعت على مقال كاتبنا القدير الأستاذ (شاهر النهاري) والذي كان بعنوان (اسم اللقيط) في صحيفة مكة - السبت 12/3/1436هـ - والذي بدأه بمعادلات توزيع الله للأرزاق للعباد من مال وبنين.
.
وأن هذه المعادلات لا اختيار للإنسان فيها لأنها من قدر الله، وأن «الشغف والحسرة يستمران في جوف من يفتقد للمال أو للبنين، وكلاهما يضحي بكل شيء لكي يمتلك الشيء الآخر».
وهذا شيء نبصم على صحته بالعشرة.
ولكن انتقل الكاتب بعد ذلك إلى الحديث عن (اللقطاء).
.
وكنت أتمنى أن لا يستخدم هذا المصطلح المستفز لكرامة الإنسان وهو المثقف الراقي لأن هذه الفئة أصبح يطلق عليها: (ذوي الحالات الخاصة) احتراماً وتقديراً لهم.
.
بل حتى الرسول عليه الصلاة والسلام حينما جاءته المرأة الغامدية وهي تعترف بجريمة الزنا، ورحمة الرسول بها (وأنها تابت توبة لو قسمت على سبعين من أهل المدينة لكفتهم وقال: «من يكفل هذا وهو رفيقي في الجنة كهاتين»، ولم يطلق عليه لقب (لقيط).
ومع ذلك لا بد من الاعتراف وللأسف بتزايد أعداد هذه الفئة في مجتمعنا لقلة الوازع الديني بين أبناء المجتمع، ولو كانت هناك توعية وتثقيف ديني من الأسرة والمدرسة، ولو تم الحد من وسائل الإعلام تلك التي تروج للفساد، لما حدث هذا التعدي على حرمات الله! بل لو كان هناك تكافل اجتماعي للفقراء وخاصة من المقيمين الأفارقة، وغيرهم الذين يبيعون أعراضهم في سبيل لقمة العيش.
.
لما وصل الحال بنا إلى هذا الحد ونحن في أقدس وأطهر بقعة في العالم.
أما مخالفتي لأخي الكريم (النهاري) فهي في قوله: «إن القلة منا يهتمون لأمرهم ويتقدمون لكفالتهم».
.
فإن كان إقبال الأسر على كفالتهم في منازلهم محدودا - لخصوصيات اجتماعية - فإن كفالة الدولة لهم في بلدنا والمتمثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية كبير من خلال الجمعيات الخيرية ودور الأيتام حيث تحتضن هؤلاء وتقوم بكفالتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم وخير مثال على ذلك (دار الزهور) في مكة المكرمة والتي صنفت كإحدى أفضل الدور في المملكة، والتي ترعاها جمعية أم القرى الخيرية في برامجها ويشرف عليها نخبة من المتخصصات التربويات لتقديم الرعاية الكاملة لهم بما يكفل توفير احتياجاتهم الأساسية النفسية والتربوية والتعليمية والصحية والاقتصادية مدعومة كذلك بسخاء من أهل الخير من الكفلاء والداعمين.
.
بل إنه في الوقت - الذي تتخلى فيه الكثير من المجتمعات عن رعاية أبنائها من سن (18 سنة) فإن هذه الدور تبقى تحتضنهم حتى الجامعة بل وحتى الزواج والاطمئنان على استقرارهم أسرياً.
.
وهو ربما ما لا يوجد في أي دولة أخرى في العالم.
أما من حيث الأسماء والتبني فهي قضية حسمها الإسلام منذ عهد النبوة كما قال تعالى: (ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ في جَوْفِه وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ، ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ.
.
(الأحزاب الآيات(4- 5) فكما لا يكون للشخص الواحد قلبان في جوفه فكذلك لا يصير الداعي ولداً للرجل الذي يتبناه وهي الآية التي نزلت في (زيد بن حارثة) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تبناه قبل النبوة فأراد الله أن يقطع هذا الإلحاق وهذه النسبة.
أما تسمية أي فرد منهم باسم خاص هو ما توليه وزارة الشؤون الاجتماعية أهمية كبرى بحيث لا يكون متصلا بلقب عائلة معينة لما يترتب على ذلك من مشكلات في الإرث والحقوق وغيرها.
.
ولكن مع ذلك تظل هذه الفئة غالية على قلوبنا ومن واجب المجتمع معاضدتها ومساندتها ليكونوا لبنات صالحة في المجتمع.
ومع أنني أتفق مع الكاتب في صعوبة الإجراءات في السفر إذا كان باسم مختلف عن اسم العائلة للبلدان التي لا تلم بالكفالة ولا تقرها.
.
ولكن مع ذلك فإن الكثير من تلك الدول وخاصة في المجتمعات الغربية لديها نظام (الوصاية) أو ما يسمى بالأب الروحي (God Father) وهو من يوثق في سجل أحواله أنه الوصي على الطفل في حال موت أبويه، ومن الممكن أن نتخذ من نظام الوصاية هذا أسلوباً في تسجيل هذه الفئة وبذلك نتلافى الكثير من الإشكاليات.
.
ومع ذلك يبقى باب الاجتهاد مفتوحاً للمختصين في مجال الفقه الإسلامي لإفادتنا في قضية من أهم القضايا الاجتماعية لحلول وكفالة إسلامية رحيمة لا تتعارض مع مبادئ الدين وشرعه.